للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال: وطلبها منه أهل مصر فأبى أسد عليهم، فقد موه إلى القاضي فقال لهم: أي سبيل لكم عليه؟ رجل سأل رجلا فأجابه، وهو بين أظهركم، فاسألوه كما سأله؛

فرغبوا إلى القاضي في سؤاله قضاء حاجتهم من نسخها، فسأله فأجابه، فنسخوها حتى فرغوا منها، وأتى بها أسد إلى القيروان فكتبها الناس؛

قال أبو إسحاق: وحصلت لأسد بتلك الكتب في القيروان رئاسة.

قال غيره: وأنكر عليه الناس إذ جاء بهذه الكتب، وقالوا: جئتنا بأخال وأظن وأحسب، وتركت الآثار وما عليه السلف،

فقال: أما علمتم أن قول السلف هو رأى لهم وأثر لمن بعدهم، ولقد كنت أسأل ابن القاسم عن المسألة فيجيبنى فيها، فأقول له: هو قول مالك؟ فيقول: كذا أخال وأرى، وكان ورعًا يكره أن يهجم على الجواب؛

قال: والناس يتكلمون في هذه المسائل، ومنعها أسد من سحنون، فتلطف سحنون حتى وصلت إليه، ثم ارتحل سحنون بالأسدية إلى ابن القاسم فعرضها عليه، فقال له ابن القاسم: فيها شيء لابد من تغييره، وأجاب عما كان يشك فيه، واستدرك منها أشياء كثيرة، لأنه كان أملاها على أسد من حفظه.

قال ابن حارث: رحل سحنون إلى ابن القاسم، وقد تفقه في علم مالك، فكاشف ابن القاسم عن هذه الكتب مكاشفة فقيه يفهم، فهذبها مع سحنون.

وحكى أن سحنون لما ورد على ابن القاسم سأله عن أسد، فأخبره بما انتشر من علمه في الآفاق، فسر بذلك، ثم سأله، وأحله ابن القاسم من نفسه بمحل، وقال له سجنون: أريد أن أسمع منك كتب أسد، فاستخار الله