بهم الظهر ثم بسط يديه وقال: أنت مولانا، ما لنا غيرك ولا سواك، بك نالوا الدرجة الرفيعة والمواهب العالية، ولولاك ما نالوها، وأنت ذو رحمة واسعة، وأنت العالم بأحوالنا وقبيح أعمالنا، وما لنا غيرك ولا سواك، وقد قامت آمالنا بك وقد جثونا بين يديك، بهائمنا جائعة، وأرضنا سوداء يابسة، وقلوبنا خائفة، وبيوتنا فارغة *، وسماؤك عامرة، وخزائنك واسعة، فاسقنا سقية نافعة، تجدد الإيمان في قلوبنا، ولا نبرح بين يدي كريم حتى تسقينا، وسيلتنا إليك نبينا الذي جعلته رحمة لنا ﷺ.
قال: فإذا بريح بيضاء بدت لهم، ثم اندفعت السماء بالغيث، فمضى أبو خارجة يرفع يديه ويقول: بهذا يعرف الكريم، هذا فعلك فيمن قصدك، وبهذا تعرف وتوصف.
وتوفي أبو خارجة في ربيع الآخر سنة عشر ومائتين، وسنه ست وثمانون سنة.