وسأل الحكم طالوت، بعد أن أمنه في ذلك المجلس، كيف ظفر بك صاحبك الوزير؟
قال أنا أظفرته بنفسى عن ثقة، لوصلة بيني وبينه، ليشفع لي عندك، فكان منه ما رأيت؛
فقال له: فأين كان مثواك قبل؟
فأخبره بخير اليهودي؛
فقال الحكم للوزير: سوءة لك، رجل من أعداء الملة حفظ لهذا الشيخ محله من الدين والعلم، فأخطر بنفسه فيه، وناقضت أنت ذلك وهو من خيار أهل ملتك، وأردت أن تزيدنا فيما نحن نادمون عليه من سوء الانتقام، اخرج عنى قبحك الله ولا ترنى وجهك، ووفر أرزاقه وطوى من بيت الوزارة فراشه، فسقط آخر الدهر، وذهب عقبه، وما زالوا في ارتكاس وخمول:
وقد قيل: إن اعلامه إياه بهذه القضية وتباين ما بين الرجلين كان سبب عفو الأمير عن طالوت وانقلاب حقده على الوزير الواشي به والله أعلم.