للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقال: والله لقد رأيت أصحاب العلماء عندنا بالمشرق، فوالله ما رأيت مثل هؤلاء.

قال ابن عجلان الأندلسي: ما بورك لأحد بعد أصحاب رسول الله ، ما بورك لسحنون في أصحابه، إنهم في كل بل أئمة.

قال ابن حارث: سمعتهم يقولون: كان سحنون أيمن عالم دخل المغرب، كان أصحابه مصابيح في كل بلدة، عد له نحو سبعمائة * رجل ظهروا بصحبته، وانتفعوا بمجالسته. وسمعتهم يقولون: كان سحنون أعقل الناس صاحبا، وأفضل الناس في باب الدين صاحبا، وأفقه الناس صاحبا، وصام سحنون بقصر زياد مرابطا، خمسة عشر رمضان.

وحكى ابن اللباد أن سحنون قال لابنه محمد: يا بنى سلم على الناس، فإن ذلك يزرع المودة، وسلم على عدوك، وداره، فإن رأس الإيمان بالله المداراة بالناس.

وحكى المالكي، أنه نقب بيت سحنون وهو قائم في تهجده، وأخذ ما كان في البيت وهو لا يشعر، ثم أخذت القلنسوة من رأسه، فلم يلتفت، لشغله بما كان فيه.

وجيء إليه للصلاة على مقتول، فقال: لم تحضرني نية.

فأتى آخرون فقالوا له: فلان - أصلحك الله - قتل وطرح في بئر، وقد أخرجناه، فصل عليه.

فقال: ومن قتله؟

قالوا: هذا المقتول الذي سئلت، قبل، الصلاة عليه.

فصلى سحنون على هذا، وكانت منه فراسة.

قال سليمان بن سالم: أتى رجل من صطفورة، فسأل سحنون عن مسألة، وتردد عليه، نقال له: أصلحك الله، مسألتي في ثلاثة أيام!