أنَّهُ سَيَكُونُ مَلِكٌ مِنْ قَحْطَانَ، فَغَضِبَ مُعَاوِيَةُ فَقَامَ فَأثْنَى على اللهِ بما هُوَ أهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ: أمَا بَعْدُ: فَإِنَّهُ بَلَغَنِي أن رِجَالاً مِنْكُمْ يَتَحَدَّثُونَ أحَادِيثَ لَيْسَتْ في كِتَابِ اللهِ، ولا تُؤْثر عَنْ رَْسُولِ اللهِ، فَأولَئِكَ جُهَّالُكُمْ، فَإِيَّاكُمْ والأمَانِيَّ التي تُضِل أهْلَهَا، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ:"إِنَّ هَذَا الأمْرَ في قُرَيْش لا يُعَادِيْهِمْ أحَدٌ إلَّا أكبَّهُ اللهُ علَى وَجْهِهِ مَا أقَامُوا الدِّيْنَ".
ــ
النبيين، والتحقيق أنها تبدأ من فهر بن مالك بن النضر، فمنه كما قال ابن قتيبة تفرقت قبائل قريش، وتفرعت فروعها وهذا هو الأظهر لأن فهر هو الجد المباشر لقريش الذي تفرعت عنه قبائلها كما قال ابن سعد في " الطبقات "" وما كان فوق فهر فليس بقرشي بل هو كناني. ويقول الشيخ عبد الله بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب في " مختصر سيرة الرسول (١) - صلى الله عليه وسلم - ": وفهر هذا: هو أبو قريش كلها، فكل من كان من ولده فهو قرشي، ومن لم يكن من ولده فليس قرشياً، ثم " قال ": وقد قيل: إن النضر بن كنانة هو قريش، والصحيح أنه فهر بن مالك.
٩٣٩ - معنى الحديث: أن معاوية رضي الله عنه سمع عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما يحدث الناس عن ظهور ملك قحطاني تدين له العرب، ويخضع له المسلمون، ويلتفون حوله، فأنكر ذلك الخبر أشد الإنكار، وقال: " فإنه بلغنى أن رجالاً منكم يتحدثون أحاديث ليست في كتاب الله، ولا تؤثر عن رسول الله " أي أن هذه الأخبار التي يتحدث بها عبد الله بن عمرو. عن ظهور ملك قحطاني ليست صحيحة، لأنّها لا تستند إلى كتاب الله، ولا يرويها عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وإنما هي مجرد خبر إسرائيلي
(١) " مختصر سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - " للشيخ عبد الله بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب.