فركب النبي - صلى الله عليه وسلم - تلك الدابة، وطارت به إلى بيت المقدس حيث التقى هناك بالأنبياء، وصلّى بهم إماماً، ثم انطلق مواصلاً رحلته إلى السماء (١) قال ابن أبي جمرة: "إنما خص - صلى الله عليه وسلم - بركوب البراق زيادة له في التشريف والتعظيم، لأن غيره من الدواب يقدر غيره على ملكه والتمتع به، والبراق لم ينقل أن أحداً ملكه وتمتع به، أما لماذا لم يعط النبي - صلى الله عليه وسلم - قوة حتى يصعد بنفسه، فإنه لو صعد بنفسه لكان ماشياً على رجليه، والراكب أعز من الماشي، فأعطي البراق ليركب عليه، فيكون أعز وأشرف له كما أفاده ابن أبي جمرة. وظاهر حديث الباب أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ركب البراق في الإِسراء والمعراج معاً، لأنه لم يذكر غيره وجاء في رواية أخرى: " أنه - صلى الله عليه وسلم - أسري به على البراق، وعرج به على المعراج " وهو مصعدٌ بين السماء والأرض، لا يقال: كيف هو؟ ولا على أي صورة هو، لأنا لا نعلم حقيقته، صعد عليه النبي - صلى الله عليه وسلم - من بيت المقدس بصحبة جبريل عليه
(١) على المعراج وهو سلم أرسله الله إليه ليصعد عليه إلى السماء.