للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حَمْزَةَ؟ قُلْتُ: قَدْ كَانَ مِنَ الأمْرِ مَا قَدْ بَلَغَكَ، قالَ: فَهَل تَسْتَطِيعُ أنْ تُغَيِّبَ وَجْهَكَ عَنِّي؟ قَالَ: فَخَرَجْتُ، فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَخَرَجَ مُسَيْلَمَةُ الكَذَّابُ قُلْتُ: لأخْرُجَنَّ إلى مُسَيْلَمَةَ لَعَلِّي أقْتُلُهُ فأكَافِىءَ بِهِ حَمْزَةَ، قَالَ: فَخَرَجْتُ مَعَ النَّاسِ، فَكَانَ من أمْرِهِ مَا كَانَ، فَإِذَا رَجُلٌ قَائِمٌ في ثَلْمَةِ جِدَارٍ كَأنَّهُ جَمَلٌ أوْرَقُ، ثَائِرُ الرَّأسِ، قَالَ: فرَمَيْتُهُ بِحَرْبَتِي، فأضَعُهَا بَيْنَ ثَدْيَيْهِ حَتَّى خَرَجَتْ مِنْ كَتِفَيْهِ، قَالَ: وَوَثب إلَيْهِ رَجُل مِنَ الأنْصَارِ، فَضَرَبَهُ بالسيفِ على هَامَتِهِ".

ــ

وكمنت لحمزة" أي اختبأت له " فأضعها في ثُنَّتِه " أي فرميته بالحربة فوضعها في ثُنَّته أي ما بين السرة والعانة " حتى خرجت من وركيه " تثنية ورك، بفتح الواو وكسر الراء " (١)، قال في " المصباح ": وهما وركان فوق الفخذين كالكتفين فوق العضدين، قال: " ثم خرجت إلى الطائف " وذلك بعد فتح مكة " فأرسلوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رسولاً " أي فأرسل أهل الطائف إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - رسولاً، وفي رواية أخرى رسلاً " فقيل لي إنه لا يهيج الرُّسل " (٢) أي لا يصيبهم بمكروه " فخرجت معهم " إليه، "قال: أنت قتلت حمزة " مرتين " قلت: قد كان من الأمر ما قد بلغك " أي قد وقع مني قتل حمزة كما بلغك عني " قال: فهل تستطيع أن تغيّب وجهك عني " يعني: فطلب منه أن لا يواجهه خوفاً من أن يثير مشاعره عليه، قال: " فخرج مسيلمة الكذاب فقلت لأخرجن إلى مسيلمة لعلي أقتله، فأكافىء وبه حمزة " أي أقابل السيئة بالحسنة، فتكون هذه بهذه. " فخرجت مع الناس " إلى اليمامة "فإذا رجل قائم في ثلمة


(١) قال في " المصباح ": ويجوز التخفيف بكسر الواو وسكون الراء. اهـ.
(٢) وفي رواية لا يهيج رسولاً بالإفراد.

<<  <  ج: ص:  >  >>