للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يَنْظر إليْهِ، وَعَرَفْتُ أنَّهُ يُحِبُّ السِّوَاكَ، فَقُلْتُ: آخذُهُ لكَ؟ فأشارَ بِرأسِهِ أنْ نَعَمْ، فتَنَاوَلْتُهُ، فاشْتَدَّ عَلَيْهِ، وقُلْتُ: أليِّنهُ لكَ؟ فَأشَارَ بِرأسِهِ أنْ نَعَمْ، فَلَيَّنتهُ، وَبَيْنَ يَدَيه رَكْوَة -أوْ عُلْبَةٌ يَشُكُّ عُمَر- فِيهَا مَاءٌ، فَجَعَلَ يُدخِل - صلى الله عليه وسلم - يَدَيْه في الْمَاءِ، فَيمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ يَقُولُ - صلى الله عليه وسلم -: " لا إِلَهَ إلَّا اللهُ، إِنَّ لِلْمَوتِ سَكَراتٍ " ثُمَّ نَصَبَ يَدَهُ، فجعَلَ يَقُولُ: فِي الرَّفِيقِ الأعْلَى حتى قُبِضَ وَمَالَتْ يَدُهُ - صلى الله عليه وسلم - "

ــ

- صلى الله عليه وسلم - يصل إلى فمها قبيل وفاته بلحظة قصيرة، وسبب ذلك قصة السواك التي ذكرتها في قولها: " دخل علي عبد الرحمن وبيده سواك وأنا مسندة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " أي مسندة له بصدري " فرأيته - صلى الله عليه وسلم - ينظر إليه " يعني إلى السواك " وعرفتُ أنه يحب السواك " أي عرفت من نظراته أنه يرغب أن يستاك في تلك اللحظة " فقلت آخذه لك؟ فأشار برأسه أن نعم " أي فأشار برأسه إشارة معناها نعم " فتناولته " أي فأخذت السواك لكي أعطيه إياه " فاشتد عليه " أي السواك " فقلت: ألينه لك " أي هل تريد أن أليّن لك السواك فأمضغه بأسناني " فأشار برأسه أن نعم فلينته " أي فمضغته بأسناني حتى صار ليناً " وكان بين يديه رَكوةٌ (١) فيها ماء " أي قربة من جلد مملوءة ماء " فجعل يدخل يده، فيمسح بها وجهه " أي فيمسح وجهه بالماء ليخفف من شدة الألم الذى يعانيه " ويقول: لا إله إلا الله إنّ للموت سكرات " أي شدائد وأهوال وآلام عظيمة " ثم نصب يده " مدها على الأرض " فجعل يقول في الرفيق الأعلى " والرفيق الأعلى: الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً، وقيل هو الجنة. وفي النهاية: هو جماعة


(١) بفتح الراء.

<<  <  ج: ص:  >  >>