للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيه نهي مخصوص (١)، وهو لم يثبت فيه ذلك. والحاصل أن إخبار المريض عن مرضه لا بأس به، وهو لا ينافي الرضا بقضاء الله وقدره، فكم من شاك وهو راض، وكم من ساكت وهو ساخط، والمعول في ذلك على عمل القلب اتفاقاً، لا على نطق اللسان، ا. هـ كما أفاده الحافظ. رابعاً: أن آخر كلمة قالها - صلى الله عليه وسلم - وهو على فراش الموت: اللهم في الرفيق الأعلى، قال السهيلي: وجدت في بعض (٢) كتب الواقدي أن أول كلمة تكلم بها وهو مسترضع عند حليمة: الله أكبر، وآخر كلمة تكلم بها " في الرفيق الأعلى "، وفي رواية: " مع الرفيق الأعلى مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً " وعلى هذه الكلمة فاضت روحه - صلى الله عليه وسلم -، ووَدَّع الحياة الدنيا والتحق بالرفيق الأعلى. وقد كانت وفاته - صلى الله عليه وسلم - كما قال صاحب المواهب

: يوم الإِثنين بلا خلاف وقت دخول المدينة في هجرته حين اشتد الضحى، ودفن يوم الثلاثاء، وقيل ليلة الأربعاء، وعند ابن سعد عن ابن شهاب: توفي - صلى الله عليه وسلم - يوم الإثنين حين زاغت الشمس ورثته عمته صفية رضي الله عنها بمراثي كثيرة، منها قولها:

ألَا يَا رَسُولَ اللهِ كُنْتَ رَجَاءَنَا ... وَكُنْتَ بِنَا بَرَّاً وَلَمْ تَكُ جَافِيَا

وَكُنْتَ رَحِيْماً هَادِياً وَمُعَلِّمَاً ... لِيَبْكِ عَلَيْكَ اليَوْمَ مَنْ كَانَ بَاكيا

فِدىً لِرَسُوْلِ اللهِ أُمِّي وَخَالَتِي ... وَعَمِّي وَخَالِي ثُمَّ نَفْسِي ومَآليا

ورثاه حسان بن ثابت رضي الله عنهما بقوله:

كُنْتَ السَوَادَ لِنَاظِري ... فَعَمَى عَلَيْكَ النَاظِرُ

مَنْ شَاءَ بَعْدَكَ فَلْيَمُتْ ... فَعَلَيْكَ كُنْتُ أُحَاذِرُ (٣)


(١) " المواهب اللدنية " ج ٢.
(٢) " الروض الأنف للسهيلي " ج ٤.
(٣) " المواهب اللدنية " للقسطلاني ج ٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>