للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مِن المَلاِئكَة: فِيهِمْ فُلان لَيْسَ مِنْهُم، إنَّمَا جَاءَ لِحَاجَةٍ، قَالَ: هُمُ الجُلَسَاءُ لا يَشْقَى بِهِمْ جلِيسُهُمْ".

ــ

" لو رأوها كانوا أشد عليها حرصاً " أي لكانوا أكثر سعياً إليها، لأنه ليس الخير كالمعاينة. " قال: فمم يتعوذون " أي فأي شيء يخافون منه؟ ويسألون ربهم أن يجيرهم منه " قال: يقولون: من النار " أي يذكرون ويعبدون ربهم خوفاً ً من النار، ويسألونه عز وجل أن يجيرهم منها. " لو رأوها كانوا أشد منها فراراً " أي لكانوا أكثر اجتهاداً في الأعمال الصالحة التي هي سبب في النجاة من النار " قال: فيقول: فأشهدكم أني قد غفرت لهم " أي قد غفرت لهم ذنوبهم " قال: يقول ملك من الملائكة: فيهم فلان ليس منهم، إنما جاء لحاجة " أي إنه يوجد من بين هؤلاء الذاكرين " فلان " وهو ليس منهم، ولكنه جاء لحاجة يقضيها فجلس معهم، فهل يغفر له " قال: هم الجلساء لا يشقى جم جليسهم " قال الطيبي: أي هم جلساء لا يخيَّب جليسهم فيشقى.

فقه الحديث: قال الحافظ: في الحديث فضل الذكر والذاكرين، وفضل الاجتماع على ذلك، وأن جليسهم يندرج معهم في جميع ما يتفضل الله به عليهم إكراماً لهم. وقال ابن القيم في " الوابل الصيب ": ومجالس الذكر مجالس الملائكة ورياض الجنة، وجميع الأعمال إنما شرعت لِإقامة ذكر الله، وأفضل أهل كل عمل أكثرهم فيه لله ذكراً. اهـ. الحديث: أخرجه الشيخان. والمطابقة: في قوله: " إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر ".

***

<<  <  ج: ص:  >  >>