للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا أُغْنِي شَيئاً، لَوْ كَانَ لي مَنَعَة، قَالَ: فَجَعَلُوا يَضْحَكُونَ، وَيُحِيلُ بَعْضُهُمْ علَى بَعْضٍ، وَرَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - سَاجِدٌ لا يَرْفَعُ رَأسَهُ. حَتَّى جَاءَتْهُ فَاطِمَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، فَطرَحَتْ عَنْ ظَهْرِهِ - صلى الله عليه وسلم -، فَرَفَعَ رَأسَهُ - صلى الله عليه وسلم -، ثُمَّ قَالَ: " اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْش " ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، فَشَقَّ عَلَيْهِمْ إذْ دَعَا عَلَيْهِمْ، وَكَانُوا يَرَوْنَ أنَّ الدَّعْوَةَ في ذَلِكَ الْبَلَدِ مُسْتَجَابَةٌ، ثمَّ سَمَّى فَقَال: " اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بأبِي جَهْل، وَعَليْكَ بعُتبةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَشَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَالْوَلِيدَ بْنَ عُتْبَةَ، وأمَيَّةَ بْنَ خَلَفٍ، وَعُقْبَةَ بْنِ أبي مُعَيْط "، وَعَدَّ السَّابعَ، فَلَمْ نَحْفَظْهُ، قَالَ: فَوالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ رَأيْتُ الَّذِيْنَ عَدَّ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - صَرْعَى فِي القَلِيبِ، قَلِيبِ بَدْرٍ.

ــ

ظهره بين كتفيه وأنا أنظر لا أغني شيئاً" أي لا أستطيع أن أدفع عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أو أحميه منهم، أو أرد عنه شيئاً " لو كانت لي منعة " أي وكم تمنيت في ذلك الوقت أن لو كانت لي أسرة قوية في مكة، تساعدني على أن أقوم بحماية النبي - صلى الله عليه وسلم - والذود عنه، وأداء واجبي نحوه " قال: فجعلوا يضحكون " سخرية بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وفرحاً بما يفعلونه به " ويحيل بعضهم على بعض " بالحاء كما عليه أغلب الروايات، قال الحافظ: يحتمل أن يكون من حال يحيل بفتح الياء إذا وثب على ظهر دابته أي يثب بعضهم على بعض من المرح والبطر، وفي مسلم من رواية زكريا، ويميل بالميم أي من كثرة الضحك، وكذا للمصنف من رواية اسرائيل والله أعلم " فرفع رأسه ثم قال: اللهم عليك بقريش ثلاث مرات " أي فلما رفع النبي - صلى الله عليه وسلم - رأسه من الركوع دعا على هذه الفئة الخبيثة من قريش بالهلاك لجرأتهم عليه، وإمعانهم في إيذائه، ولأنّ الله تعالى أخبره بأنه لا مطمع في إيمانهم، لأنه قد طبع على قلوبهم فلا

<<  <  ج: ص:  >  >>