أنَّ رَجُلاً أصَابَ مِنَ امْرَأةٍ قُبْلَةً فَأتَى النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فأخبَرَه فأنزلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ (أَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ) فَقَالَ الرَّجُلُ: أَلِيَ هَذَا؟ قَالَ:" لِجَمِيع أمَّتِي كُلِّهُمْ ".
ــ
بحديث ليس بالأغاليط" أي كيف لا يعلمه وقد حدثته حديثاً صادقاً صحيحاً محققاً " فهبنا أن نسأل حذيفة فأمرنا مسروقاً، فسأله فقال: الباب عمر " يعنى أن الحائل بين الإِسلام وبين الفتنة وجود عمر رضي الله عنه. الحديث: أخرجه الشيخان والترمذي وابن ماجة.
ويستفاد منه: أولاً: أنّ الصلاة كفارة للصغائر كما ترجم له البخاري وكذلك جميع الأعمال الصالحة كفارة. ثانياً: أن الفتنة نوعان، خاصة وعامة. ثالثاً: أن وجود عمر كان باباً مغلقاً في وجه الفتن. والمطابقة: في قوله: " تكفرها الصلاة ".
٢٧٠ - معنى الحديث: يحدثنا ابن مسعود رضي الله عنه " أن رجلاً أصاب من امرأة قبلة " أي أن رجلاً من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - يسمّى أبو اليسر قبل امرأة أجنبيَّةً، فندم على ما فرط منه " فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره " بما وقع فيه " فأنزل الله عز وجل " في شأنه " أقم الصلاة طرفي النهار " أي صل الصلوات التي في طرفي النهار، وهما الصبح والظهر والعصر " وزُلفاً من الليل " أي وصل أيضاً الصلاتين اللتين في أول الليل وهما المغرب والعشاء " إن الحسنات يذهبن السيئات " أي فإنّ هذه الصلوات الخمس كفارة لصغائر الذنوب، ومنها ما فعلت " فقال الرجل: أليَ هذا؟ " أي هل هي كفارة لي خاصة أو للناس عامة " قال لجميع أمتي " أي أن هذه الصلوات الخمس كفارة لمن فعل ذلك من جميع أمتي، وقد روى لنا أبو اليسر قصته هذه مفصلة، فقال: