ذلك ادنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفوراً رحيماً). وفي سورة النور (وقل للمؤمنات يغضضن من ابصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهم الا ما ظهر منها وليضربن بخمورهن على جيوبهن الآية).
إرشادات سهلة الفهم في وسط ذاك الاضطراب الذي كان النبي يسعى في اخراج الترتيب منه بهداية الله - إرشادات حكيمة يقصد منها نشر الحشمة والأدب بين النساء وتحسين لباسهن وسلوكهن ووفايتهن من الاهانة. فمن الخطأ إذا أن نعتقدن في الدين ما يثبت هذه العادة ومما يفسر استحسان النبي العزلة للنساء تفسيراً ظاهراً تمتع أفراد بيته تمتعاً لا مانع فيه ولا حجاب. وهذه عائشة أم المؤمنين وزوج النبي بعد وفاة خديجة دبرت الحملة على علي وهي قادت عساكرها في وقعة الجمل وكثيراً ما دخلت فاطمة ابنة النبي في مبحث الخلافة وإن زينب سبط النبي وأخت الحسين حمت ابن أخيها من الأمويين بعد كربلاء وصلابة أخلاقها هالت عبيد الله بن زياد القاسي ويزيد القليل الرحمة.
وكان انحطاط الأخلاق الذي اجتث أصول العمران في الجاهلية وعند الإسرائيليين والمسيحيين في أشد الحاجة للإصلاح. ومما لاشك فيه أن استحسان النبي العزلة للنساء قصد به استئصال جذور الفساد ومنع عادة تعدد الأزواج المخيفة التي كانت شائعة في الجاهلية إلى زمن البعثة.
قال فن همر (أن الحريم بيت مقدس يمنع منه الأجانب لا لأن النساء ليست حرية بالثقة بل لما ألبستهن العادات من ثياب التقديس وشدة احترام النساء في أعالي القارة الآسياوية والأوروبية (في البلاد الإسلامية مما يظهر للعيان)
واتخاذ النساء مثالاً كمالياً ميزة طبيعة تمتاز بها ارق الشعوب إلا أن العجب القومي والتعصب الديني احدثا نظريتين لرفعة المرأة بين الطبقات المهذبة في البلاد النصرانية اليوم. إحداهما ترجع هذه الرفعة لما يسمى عند النصارى بالماريولترى أو تألية العذراء وعبادتها والثانية للفروسية في القرون الوسطى المزعوم أنها من نتائج المبادئ التيوتونية أما من حيث النصرانية وعلاقتها بالنساء فكلما عضضنا الطرف وأوجزنا في المقال نحسن لها لأننا نرى الكنيسة في العصور الأولى حينما كان دين القوم من جميع الطبقات عبادة أم المسيح جردت المرأة من أوصاف الفضيلة وألبستها رداء من شتم وحرمان وكتب آباء