للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فمن كان يفرح منكم له ... فقل يفرح اليوم من لا يموت

قلت هي اهواء السياسة صيرت لسأن الدين إلى ما صيرته إليه وماعدوه عليه مما خالف به الشرع وجرى مع الفلسفة فإنما هي حجة طالما كثر التوكؤ عليها منذ ضعف العلم في هذه الأمة ولوصح مازعموا اما كان الاجدر بالأمناء على الدين وهو في عهد عزة أن يغيروا عليه وينبذوه عن حمى سلطانهم لئلا يستشري افساده للعقائد بما نشره من المصنفات والقليل الذي انتهى الينا مما خطه يمين لسأن الدين يدل ولا جرم على حرية في الفكر لم يجاب معها ولم يداج ولعلها هي التي عدها اعداؤه له من الهنات قال في ترجمة الحاكم باديس بالأندلس في كتابة الأحاطة بعد أن وفاه حقه من الوصف موانه من الملوك الجبابرة فائل الرأي خليع الرسن: وقد ادال اعبقاد الخليفة في باديس بعد وفاته وقدم العهد بيعرف أخبار جبروته وعتوه على الله سبحانه لما جبلهم عليه من الانقياد للاوهام والانصياع للاضاليل فعلى حفرته اليوم من الازدحام بطلاب الحوائج والشفاء من الأسقام حتى أولو الدواب الوجيعية ما ليس على قبر معروف الكرخي وأبي يزيد البسطامي.

واليك كيف وصف في مكان آخر جعفر بن احمد الخزاعي الغرناطي من مشايخ الطريق قال: إن قومه خرجوا من وطنهم عند تغلب العدو على شرق الأندلس فنزلوا في ربض البيازين جوفي المدينة وارتاشوا وتأثلوا وبنوا المسجد العتيق وأقاموا رسم الأرادة يرون انهم تمسكوا من طريق الشيخ أبي احمد بأثره فلا يغبون بيته ولا يقطعون اجتماعاً على حالهم المعروفة من تلاوة حسنة وايثار ركعات ثم ذكر ثم ترجيع أبيات في طريق التصوف مما ينسب للحسين بن الحلاج وامثاله يعرفونها منهم مشيخة قوالون هم فحول الاجمة وصواديك تلك القطيعة يهيجون بلابلهم فلا ينشبون أن يحمي وطيسهم ويخلط مرعيهم بالهمل فيرقصون رقصاً غير مساوق للايقاع الموزون دون العجال الغإليه منهم بأفراد كلمات من بعض المعقول ويكر بعضهم على بعض وقد خلعوا خشن ثيابهم ومرقعات قباطيهم ودرانيكهم فيدوم حالهم حتى يتصببوا عرقا وقوالهم يحركون فتورهم ويذمرون روحهم يخرجون بهم من قول إلى آخر ويصلون الشيء بمثله فربما أخذت نوبة رقصهم بطرفي ليل التمام ولا تزال المشيعة لهم باخشيشانهم مبدياً التبرك بهم.

إلى أن يقول فتسقط فيما بينهم بفلتة سماعة أي المزمار اخوة الطريق وهم أهل سذاجة