وسلامة أولو اقتصاد في ملبس واقتيات بادنى بلغة ولهم في التعصب نزعة خارجية وأعظمهم ما بين مكتسب متسبب وبين معالج مدره ومريع حياكه وبين اظهرهم من الذعرة والصعاليك كثير. والطرق إلى الله تعالى على عدد انفاس الخلائق جعلنا الله مما قبل سعيه وارتضى ماعنده ويسره لليسرى.
وقد ترجم لسأن الدين نفسه في آخر كتاب الأحاطة ونقل عنه المقري في سبب نكبته ما يأتي متخصاً: وخلفني يعنى اباه عبد الله عالي الدرجة شهير الخطة مشمولاً بالقبول مكنوفاً بالعناية فقلدني السلطان سره ولما يستكمل الشباب ويجتمع السن معززة بالقيادة وسوم الوزارة واستعملني في السفارة إلى الملوك واستنابني بدار ملكه ورمى إلى يدي بخاتمه وسيفه وائتمنني على صوان حضرته وبيت ماله وسجوف حرمه ومعقل امتناعة. ولما هلك السلطان ضاعف ولده حظوتي وأعلى مجلسي وقصر المشورة على نصحي إلى أن كانت عليه الكائنة فاقتدى في اخوه المتغلب على الأمر فسجل الاختصاص وعقد القلادة ثم حمله أهل الشحناء من اعوان ثورته على القبض علي فكأن ذلك وتقبض علي ونكث ما ابرم من اماني واعتقلت بحال ترفيه وبعد أن كبست المنازل والدور واستكثر من الحرس وختم على الاعلاق وابرد إلى ما ناء واستؤصلت نعمة لم تكن بالأندلس من ذوات النظائر ولا ربات الأمثال في تبحر الغلة وفراهة الحيوان وغبطة العقار ونظافة الالات ورفعة الثياب واستجادة العدة ووفور الكتب إلى الآنية والفرش والماعون والزجاج والطيب والذخيرة والمضارب والابنية واكتسحت السائمة وثيرأن الحرث وظهر الحمولة وقوام الفلاحة والخيل فأخذ ذلك البيع وتناهبتها الأسواق وصاحبها البخس ورزأتها الخونة وشمل الخاصة والأقارب الطلب واستخلصت القرى واعملت الحيل وطوقت الذنوب امد الله تعالى بالعون وانزل السكينة وانصرف اللسأن إلى ذكر الله تعالى وتعلقت الأمال به وطبقت نكبة مصحفية مطلوبها الذات وسببها الحال حسبما قلت عند اقالة العثرة والخلاص من الهفوة
تخلصت منها نكبة مصحفية ... لفقداني المنصور من آل عأمر
ووصلت الشفاعة في مكتبة بخظ ملك المغرب وجعل خلاصي شرطاً في العقدة ومسالمة الدولة فإنتقلت صحبة سلطاني المكفور الحق إلى المغرب وبالغ ملكي في بري: منزلاً رحباً وعيشاً خفضاً واقطاعاً جماً وجراية ما وراءها مرمى وجعلني بمجلسه صدراً ثم اسعف