طاب المعرس والمقيل خلالها ... وتطلعت غرر المنى اثناءها
ومن ذلك قول بعضهم يندب ظليطلة
لثكلك كيف تبتسم الثغور ... سرورابعد مايئست ثغور
أما وأبي مصاب هد منه ... ثبير الدينفاتصل الثبور
إلى أن يقول
فإن قلنا العقوبة أدركتهم ... وجاءهم من الله النكير
فإنا مثلهم وا شد منهم ... نجور وكيف يسلم من يجور
أنأمن أن يحل بنا انتقام ... وفينا الفسق اجمع والفجور
واكل للحرام ولا اضطرار ... إليه فيسهل الأمر العسير
ومما قبل في ذلك قصيدة أبي البقاء الرندي وهي ممااشتهر
لكل شيء إذا ماتم نقصان ... فلا يغر بطيب العيش إنسان
هي الأمور كما شاهدتها دول ... من سره زمن ساءته ازمان
وهذه الدار لاتبقي على احد ... ولايدوم على حال لها شان
يمزق الدهر حتما كل سابغة ... إذا نبت مشرفيات وخرصان
ومن هذا الباب قصيدة العقيلي يتوسل بسلطأن فاس التي يقول فيها
كنا ملوكا لنا في ارضنا دول ... نمنا بها تحت افنان من النعم
فايقظتنا سهام للردى صبب ... يرمي بافجع حتف من بهن رمي
فلاتنم تحت ظل الملك نومتنا ... واي ملك بظل الملك لم ينم
وهكذا كانت تلك الطبقة من الشعراء على ذلك العهد في الأندلس على نحو ما كان بعض شعراء ألمانيا في القرن الماضي وقد قاموا يحمسون الأمة والحكومة في معارضة الدين ومناهضة الحكم المطل مثل ستراوس والاخوان بوير وارنولدروج وكارل ماركس وفورباخ وكجمهور من الشعراء السياسين مثل هوفمأن فون فالرسلبين ونجلستيد وفرايليجرات وميسنير وكارل بيك وعوتفريد وكاين كيل ممن أخذوا على أنفسهم الدفاع عن حقوق الأمة والحرية وأخذوا ينشرون في أوروبا دعوات حماسية ولكن شتان بين من يسعون إلى تأسيس ملك ضخم وسلطان عظيم العلم رائده والعقل قائده يقولون فتسمع