للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

يغتني في سنة وبعدها يعود إلى رومية ويخلفه آخر يعود بمثل ما بدأ فيه سلفه.

على أن هناك قانوناً يحظر على كل وال أن يقبل هدية ومحكمة مخصوصة (منذ سنة ١٤٩) تنظر في دعاوي الاختلاس. بيد أن هذه المحكمة تؤلف من طبقة الأشراف والفرسان الرومانيين فلا يرون أن يحكموا على ابن بلدهم والعاقبة المهمة في هذه الطريقة كما قال شيشرون أن يضطر الوالي إلى بسط يده في السلب من ولايته ليتسنى له ان يرشي المحلفين في المحكمة ولا ينبغي العجب إذا رأينا اسم الوالي مرادفاً لاسم مستبد ومن أشهر هؤلاء اللصوص فيريس والي صقلية وقاضيها وقد خطب في بيان أعماله الخطيب شيشرون لأسباب سياسية فطباً اشتهر بها ومن المحتمل أن كثيرين مثله قد أتوا ما أتاه.

العشارون: كان للشعب الروماني في كل ولاية مواد مهمة من الجمارك والمناجم والضرائب والحقول الصالحة لزرع الحنطة والمراعي يؤجرونها من شركات متعهدين يسمونهم العشارين فكان هؤلاء مثل المزارعين العموميين في فرنسا قديماً يبتاعون من الحكومة حق جباية الخراج ويجب على سكان الولايات أن يطيعوهم كأنهم وفود الشعب الروماني.

وكان في كل ولاية عدة شركات من العشارين ولكل شركة مستخدمون من الكتاب والجباة يظهرون في مظهر السادة ويتناولون أكثر مما يأخذون في آسيا حتى السكان بدون سبب ولما طلب ماروس من ملك بيتينا أن يقدم له جنداً أجابه الملك أن العشارين لم يبقوا عنده م الرعايا غير النساء والأطفال والشيوخ وقد عرف الرومان هذه المظالم حق معرفتها وكتب الخطيب شيشرون إلى أخيه وكان هذا حاكماً إذ ذاك: إذا وفقت إلى طريقة ترضي بها العشارين بدون أن تهلك سكان الولايات فتكون قد رزقت مهارة رب بيد أن العشارين كانوا قضاة في محاكمهم حتى أن الولاة أنفسهم خاضعون لهم. وقد أراد سكاروس والي آسيا المشهور بالإفراط في العفة أن يمنع العشارين من إطالة يد الأذى في ولايته فلما عاد إلى رومية رفعوا عليه شكوى وحكموا عليه.

ولطالما أثار العشارون سخط سكان الشرق الخاضعين الساكنين فقد ذبحوا بأمر ميتيريداتس في ليلة واحدة مئة ألف روماني وبعد قرن أي على عهد المسيح كان اسم عشار مرادفاً لاسم لص.

الصيارف: جمع الرومان في بلادهم ثروة الأمم المغلوبة ولذلك كانت الدراهم كثيرة جداً في