للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

رومية ونادرة جداً في الولايات فكان في رومية يمكن الاقتراض بفائدة أربعة أو خمسة في المئة أما في الولايات فلا يجد المستدين مالاً يقترضه بأقل من اثني عشر في المئة. وكان الصيارف الرومان يقترضون مالاً من رومية ويقرضونه للولايات ولاسيما باسم الملوك او المدن.

وإذا لم يستطع المستدين أن يوفي رأس المال ورباه يعمد الصيارف في تقاضي أموالهم إلى الطرق التي يستعملها العشارون فقد اقترضت مدن آسيا سنة ٨٤ على نية ان تدفع مبلغاً كبيراً لتستعين به على الحرب فبعد أربع عشرة سنة فقط أي في سنة ٧٠ صار المبلغ بفوائده ستة أضعاف ما كان فاضطر الصيارف مدن آسيا أن تبيع حتى التحف والطرف وقد شوهد أبوان يبيعان أبناءهما وبناتهما. وبعد بضع سنين أقرض برونوس من حكماء الرواقيين ومن أشهر رجال عصره من الرومان وأعلاهم كعباً ومكانة لمدينة سلامينة في قبرص مبلغاً من المال بفائدة ٤٨ في المئة (أي ٤ في المئة كل شهر) فلما طالب وكيله سكابتبوس بالمال مع فائضه تعذر على المدينة أن تؤدي إليه مطلوبه فقصد سكابتبوس الوالي أبيوس فأصبحه هذا بفرقة من الفرسان فجاء إلى سلامينة وحاصر مجلس شيوخها وكان أعضاؤه في قاعة الجلسات فمات خمسة منهم جوعاً.

رعايا رومية: كان سكان الولايات لا حول لهم ولا طول مع هؤلاء الظالمين بأسرهم وذلك لأن الولاة كانوا يمالئون العشارين والصيارف على رغائبهم ويأخذون بأيديهم في كل ما يطلبونه ووراء الوالي الجيش والشعب الروماني يعضدانه فكان يسمح للوطني الروماني أن يشتكي السلابين في الولايات ولكن لا يمس الوالي بأذى ولا تتأتى شكايته إلا مرة واحدة عندما يخرج من الخدمة فيصبر عليه الرعايا يسلبهم ويعتدي كما يشاء ريثما تنقضي مدته وإذا اتهم عند عودته إلى رومية فتكون محاكمته أمام محكمة مؤلفة من الأشراف والعشارين ممن تكون مصلحتهم في معاضدته لا في إحقاق الحق ورفع ظلامة أهل الولاية التي كان فيها وإذا صادف أن حكمت عليه المحكمة يستعيض عن الحكم بالنفي فيذهب إلى إحدى مدن إيطاليا يتمتع بها بما نهبه أيام ولايته وهذا القصاص لا يوازي ما أتاه بتة ولا يعد انتقاماً ولذلك كنت ترى سكان الولايات يؤثرون أن يقمعوا ولاتهم بخضوعهم لهم فيعاملونهم كما يعاملون الملوك وينافقونهم ويهادونهم ويقيمون لهم التماثيل وربما نصبوا للوالي في