للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

آسيا هياكل وبنوا لهم المعابد وعبدوهم كما يعبد الرب.

ولئن عامل الشعب الروماني رعاياه بقسوة فلم يكن يأبى عليهم الانضمام إليه كما كان شأن المدن اليونانية بل أن الغرب يصبح وطنياً رومانياً بإرادة الشعب الروماني والشعب يمنح هذه العاطفة أحياناً وكثيراً ما يمنحها إلى شعب برمته فمنح حق الوطنية الرومانية إلى اللاتين أولاً سنة ٨٩ ومنح هذا الحق للطليان في سنة ٤٦ ومنحه لأهل غاليا فأصبح سكان إيطاليا والرومانيين سواء حتى أن العبد الذي يعتقه سيده يسوغ له أن يكون وطنياً في الحال. وكلما عرضت للشعب الروماني عوارض الضعف ونقص في الأنفس يزيد عدده برعايا جدد وعبيد جدد فكان عدد الوطنيين يزيد في كل إحصاء ولا ينقص فبلغ عددهم في قرنين من ٢٥٠ ألفاً إلى ٧٠٠ ألف. وهكذا ظلت رومية غاصة بالسكان ولم تخل منهم كما خلت إسبارطة بل كانت تمتلئ بالقادمين إليها من المغلوبين على التدريج.

قانون الأراضي

الأملاك العامة: متى طلب شعب غلبته رومية على أمره أن يعقد معها الصلح يجب على نوابه أن يلفظوا الجملة التالية: نتخلى لكم عن الشع والمدين والحقول والمياه وتماثيل الأرباب الحامية للحدود والأثاث وجميع ما يملكه الأرباب والناس قد جعلناه بيد الشعب الروماني وبهذا التسجيل تصبح الأمة الرومانية مالكة لما يملكه المغلوبون لهم بأسره بل مالكة حتى لأشخاصهم. وكثيراً ما يبيعون السكان وقد باع بولس أميل مئة وخمسين ألفاً من أهل أبير على هذه الصورة كانوا استسلموا إليه. ومن العادة أن تمنح رومية لمن تتغلب عليهم حريتهم وأن تبقي أملاكهم ملكاً للشعب الروماني يجعلونها ثلاث حصص متساوية فيعطى للأهالي قسم من أراضيهم على أن يدفعوا شيئاً معلوماً من المال أو الحبوب عنها وتحفظ رومية لنفسها الحق أن تأخذ منها كما تشاء. وتؤجر الحقول والمراعي إلى أناس من الملتزمين وتترك الأراضي البائرة شاغرة يأخذها من يريد ويحق لكل وطني روماني أيقيم فيها ويزرعها.

قوانين العقارات: شملت قوانين الأراضي التي اختل بها نظام رومية الأملاك العامة وما كان لأحد الرومان أن يخطر في باله نزع الأملاك من أربابها لأن حدود تلك الأملاك نفسها كانت أرباباً يدعونها آلهة التخوم والدين يمنع من نزعها. إلا أن الشعب كان يستولي