للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بموجب قانون الأرضي على أرض من الأملاك العامة فقط ويوزعها بصفة ملك على مواطنيه وللشعب من حيث الشرع الحق في ذلك لأن الأراضي كلها ملكه إلا أن الرومانيين تسامحوا قروناً بأن تركوا أناساً من رعاياهم أو ابناء وظنهم يتمتعون بغلات تلك الأراضي وقد انتهت بهم الحال أن صاروا ينظرون إلى تلك الأراضي كأنها ملكهم يحبسونها ويبيعونها ويبتاعونها ولو أخذت منهم لقضي على جمهور عظيم من الأمة بالإفلاس في الحال. وقد حدث في إيطاليا خاصة أن ينزع من أهل المدينة بأسرها جميع ما يملكون. هكذا نزع أغسطس جميع أراضي مانتو من سكانها وكان الشاعر فرجيل من جملة المنكوبين فتوصل بفضل شعره إلى أن تعاد أملاكه ولكن سائر الشعب الذي لم يكن شاعراً كفرجيل بقي مسلوباً من أملاكه. وتوزع هذه الأراضي المأخوذة على تلك الصفة أحياناً على أناس من فقراء الوطنيين في رومية وفي الأغلب على جماعة من قدماء الجند وقد وزع سيللا أراضي أهل إيتروريا على ٢٠ ألفاً من قدماء الأجناد.

الأخوان الاشتراكيان: كان الشقيقان تيبريوس وكايوس غراشوس من أشرف أسرات رومية ولكن حاول أحدهما بعد الآخر وقد تولى زعامة السوقة أن ينزع الحكومة من يد الأشراف الذين يتألف منهم مجلس الشيوخ.

وكان في ذلك العهد في رومية بل في إيطاليا جمهور كبير من الوطنيين لا سيد لهم ولا لبد يطمحون إلى إحداث ثورة ومنهم الأغنياء ومعظمهم من طبقة الفرسان الذين يشكون من حرمانهم من الحكومة. فعرض تيبريوس غراشوس نفسه على أن يتولى الدفاع عن العامة وسعى إلى وطيد سلطته هذه وكان في قلق مما يراه في بلاد الأرياف في إيطاليا من إقامة الرعاة العبيد يخلفون قدماء أصحاب الأملاك الفلاحين ومن رؤية رومية غاصة بأناس من الوطنيين لا يملكون فتيلاً ولا نقيراً.

قال مرة في خطاب له يخاطب به العامة: للوحوش البرية في إيطاليا مغاور تأوي إليها والرجال الذين يهرقون دماءهم في الدفاع عن بيضة إيطاليا ليس لهم إلا النور والهواء الذي يستنشقونه يهيمون على وجوههم مع أزواجهم وأبنائهم لا بيوت تؤويهم ولا منازل يسكنونها. إلا وأن القواد الذين يحرضونهم عل الدفاع عن مدافنهم ومعابدهم ليكذبون في أقوالهم. وليت شعري هل ملك واحد منهم حتى الآن مذبحاً مقدساً في بيته ومدفناً يضم