للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

رفات أجداده، يدعونهم سادة الأرض وهم لا يملكون مدرة منها.

فاقترح على الشعب سن قانون للأراضي وذلك بأن تأخذ الحكومة من الأفراد جميع الأراضي التي هي من المنافع العامة فتضع يدها عليها ويترك لكل فرد منهم خمسمائة فدان ويوزع الباقي من الراضي حصصاً صغيرة على فقراء الوطنيين فوافق المجلس على هذا القانون فحدث بذلك اضطراب عام في نظام الثروات لأن معظم أراضي المملكة على التقريب كانت من الأملاك العامة ولكن وضع الواضعون أيديهم عليها واعتادوا أن يعتبروا أنفسهم مالكيها. على أنه كان كثيراً ما يصعب التمييز بين الملك الخاص والملك العام إذ لم يكن للرومانيين سجلات للأراضي.

فأقام تيبريوس ثلاثة مفوضين عهد إليهم قسمة الأراضي كما أن الشعب أعطاهم سلطة مطلقة. وكان هؤلاء المفوضون هم تيبريوس نفسه وأخوه وعمه. فقام خصوم تيبريوس يتهمونه بأنه سن قانون الأراضي ليتخذ من ذلك حجة لتكون له بها السلطة. فمضت سنة وهو السيد المتحكم في رومية ولكنه لما أراد أن ينتخب محامياً من العامة عن السنة التالية أقام أعداؤه الحجة (وهذا كان منافياً للعادات المتبعة) فنشأت من ذلك فتنة انتهت باستيلاء تيبريوس وأصحابه على معبد الكابتول فنهض أنصار مجلس الشيوخ وعبيدهم مسلحين بالدبابيس وخشب المقاعد وطاردوا تيبريوس وأتباعه وضربوهم.

وبعد عشر سنين انتخب كايوس أصغر الأخوين غراشوس محامياً عن الشعي وجدد التصديق على قانون الأراضي وقرر توزيع حنطة على فقراء الوطنيين وقرر أن يجري انتخاب القضاة ن طبقة الفرسان ليتوصل بذلك إلى هدم سلطة الأشراف فكانت كلمته هي العليا مدة حولين كاملين ولكنه لما قصد قرطاجنة ليسكن فيها جماعة من الطوارئ (المستعمرين) الوطنيين تخلى الشعب عنه مدة غيابه جتى إذا عاد لم يتيسر له أن يعاد انتخابه إذ كان أعداؤه اغتنموا تلك الفرصة للتخلص منه وعندها أمر الحاكم بتسليح أشساع مجلس الشيوخ وزحف على كايوس وأحبابه وكانوا اعتصموا في جبل أفنتين فقتل كايوس بيد أحد العبيد وذبح أشياه أو أعدموا في السجون ونقضوا بيوتهم من أسسها وصادروا أملاكهم.

ماريوس وسيللا