للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

السلطة وكان هو أيضاً من جملة القواد. وفي خلال ذلك استشاط الطليان غيظاً من قيامهم بمثل ما يقوم به الرومانيون من التكاليف دون أن يكون لهم مثل امتيازاتهم فنزعوا إلى مقاومته لينالوا حقوقهم المدنية وهذا ما دعوه بالحرب الاجتماعية أي حرب مقاومة المتحالفين فجيشوا جيوشاً كبيرة قدمت إحداها على مقربة من رومية وكان سيللا هو الي أنقذ رومية بقتاله الطليان أشد قتال. وبعد حرب دامت سنتين (٩١ ـ ٨٩) خضع الطليان بيد أنهم نالوا ما طلبوه وغدوا وطنيين رومانيين.

سيللا: طارت شهرة سيللا في هذه الحرب فنصب قنصلاً وعهد إليه أن يزحف على ملك بحر الخزر ميتريدانس الذي أغار على آسيا الصغرى وذبح فيها الرومانيين عن بكرة أبيهم (٨٨) فحمل الحسد ماريوس على أن يثير فتنة في رومية فخرج سيللا للالتحاق بجيشه الذي كان ينتظره في إيطاليا الجنوبية وعاد معه وكان الدين الروماني يحظر على الجنود الدخول إلى المدينة وعليهم أسلحتهم وعلى الحاكم نفسه قبل أن يجتاز الباب أن يخلع عنه رداء الخرب ويلبس الحلة الرومانية فكان سيللا القائد الأول الذي جسر على خرق سياج هذا المنع ودخل إلى رومية فانهزم ماريوس أمامه.

ولما وصل سيللا إلى آسيا عاد ماريوس في جيش له من المتشردين ودخل رومية بالقوة (٨٧) وعندئذ بدي بقتل المعتدين قبل محاكمتهم وجعل خاصة أشياع سيللا تحت الأحكام العرفية بل صدرت أوامر الحكومة أن يقتلوا حيثما وجدوا وصودرت أموالهم ومات ماريوس بعد بضعة أشهر وظل سين أهم أنصاره يجري أحكامه في رومية ويقتل كل من لا تروقه حالته وكان سيللا في خلال هذه المدة قد تغلب على ميترايداتس وضمن إخلاص جنده له بأن أباح لهم نهب آسيا على ما يشاءون. وقد عاد (٨٣) في جيشه إلى إيطاليا فبعث عليه خصومه بخمسة جيوش فانهزم بعضها وانحاز الآخر إليه ثم دخل سيللا إلى رومية وذبح الأسرى وخنق أنصار ماريوس.

الأحكام العرفية: بعد أن مضت بضعة أيام في المذابح شرع سيللا ينفذ الأحكام العسكرية على الأصول وعلق ثلاث قوائم بأسماء من يريد إهلاكهم قال: أعلنت أسماء جميع من ذكرتهم وقد نسيت كثيراً منهم وسأعلن أسماءهم كلما خطروا في بالي. وكل من علق اسمه في قائمة المحكوم عليهم كان معداً للقتل ومن أتى برأسه ينال مكافأة وتصادر أموال القتيل