للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وكان يقتل الواحد بدون محاكمة بل بمجرد هوى القائد وبدون أن ينذر بالقتل. وعلى هذا الوجه لم يكتف سيللا بذبح أعدائه فقط بل قتل الأغنياء الذين كان يطمع في ثروتهم ويرى أحد الوطنيين البعيدين عن السياسة نظر وهو مار إلى قائمة المحكوم عليهم بالقتل فرأى اسمه مسطوراً في أول القائمة فهتف قائلاً: ما أتعسني فقد قتلني بيتي في آلب ويقال أن سيللا قتل ألفاً وثمانمائة ألف فارس.

قوانين سيللا: بعد أن تخلص سيللا من خصومه حاول أن ينظم حكومة تكون الكلمة فيها لمجلس الشيوخ، فعينوه حاكماً مطلقاً (ديكتاتور) ويطلق هذا اللقب قديماً على القواد في أيام الشدة والخطر ممن تكون لهم السلطة المطلقة فاستخدم سيللا هذه السلطة ليسن قوانين تغير النظام الدستور القديم وذلك بأن ينتخب القضاة بموجب هذا القانون من مجلس الشيوخ ولا تجري المناقشة في قانون قبل أن يوافق عليه مجلس الشيوخ ولا يحق لمحاميي الشعب بتة أن يقترحوا شيئاً وبعد هذه الإصلاحات التي خولت مجلس الشيوخ سلطة مطلقة استقال سيللا من منصبه وأخذ نفسه بالانقطاع إلى داره والعيش في العزلة (٧٩) وكان يعرف بأنه في مأمن إذ كان له مئة ألف من جنوده في إيطاليا.

بومبي

بومبي: عاد مجلس الشيوخ فقبض على السلطة لأنه حسن في رأي سيللا أن يعيدها إليه ولكنه لم يكن له من القوة ما يستطيع معه المحافظة على تلك السلطة متى قام أحد القواد ينازعه إياها. ودامت حكومة مجلس الشيوخ أيضاً في الظاهر أكثر من ثلاثين سنة وذلك لأنه كان ثمة عدة قواد وكل منهم يحول دون خصمه أن يستأثر بالحول والطول. ولما هلك سيللا كان في البلاد أربعة جيوش على قدم الاستعداد اثنان منها خاضعين لقائدين من أنصار مجلس الشيوخ وهما كراسوس وبومبي والآخران بقيادة قائدين خصمين لمجلس الشيوخ وهما لبيدوس في إيطاليا وسرتوريوس في إسبانيا. والمأثور أنه لم يكن أحد في تلك الجيوش على استعداد ونظام وإن ليس في أولئك القواد حاكم له الحق بقيادة الجند.

وكان القواد إلى ذاك العهد أبداً من القناصل أما الآن فأصبحوا من الأفراد ينضم إليه الجند لا ليخدموا الجمهورية الرومانية بل ليغتنوا بسلب الأهلين.

ولقد انهزمت جيوش خصوم مجلس الشيوخ وبقي القائدان كراسوس وبومبي وحدهما واتفقا