للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بينهما على الزعامة وجرى انتخابهما قنصلان.

سبارتاكوس: تكرر حدوث عصيان العبيد مرات (حروب العبيد) وكان ذلك في الأغلب في جزيرة صقلية وجنوبي إيطاليا حيث كان العبيد يحملون السلاح لحراسة القطعان. وبعد أن ولي الولاية القائدان كراسوس وبومبي بدأت أشهر تلك الحروب وذلك أن عصابة مؤلفة من ٧٠ مصارعاً هربت من كابو ونهبت عربة تحمل أسلحة وأنشأت تحمل على البلاد حملاتها فخف العبيد وانضموا إليها زرافات زرافات فلم تلبث تلك العصابة أن أصبحت جيشاً. وقد هزم هؤلاء العبيد على الولاء ثلاثة جيوش رومانية أرسلت لتأديبهم وكان سبارتكوس زعيمهم أسر في الحرب وهو من إقليم تراسيا جيء به إلى إيطاليا ليستخدم في الصراع فحدثته نفسه أن يجتاز بلاد إيطاليا كلها للعود إلى تراسيا بلده. بيد أن جيش كراسوس قاوم عصابات سابرتاكوس مؤخراً وكانت مختلة النظام فقتلها عن آخرها وبعدها حظرت رومية على العبيد أن يحملوا سلاحاً. ويحكى أنه أعدم راع من العبيد لأنه قتل خنزيراً برياً بحربة كانت معه.

حروب في الشرق: عهد مجلس الأمة لبومبي أن يتولى قيادة الجيوش في حربين متعاقبتين في الشرق الأولى (٦٧) كانت مع قرصان البحر في شواطئ آسيا الصغرى وقد غزوا شواطئ إيطاليا ونهبوها والثانية (٦٦) كانت مع ميترايداتس الذي لم يبرح على ما أصابه من الفشل يدافع عن حوزته في أطراف آسيا الصغرى.

ولقد عاد بومبي من آسيا في جيش يتفانى في الإخلاص له وكان في بضع سنين السائد المسود في رومية وإذ كان ينظر إلى الشرف أكثر منه إلى السلطة لم يدخل أدنى تعديل في الحكومة. وفي خلال ذلك نال الحظوة في الأمة شاب الأشراف اسمه قيصر فاتفق بومبي وكراسوس وقيصر بينهم على اقتسام السلطة (٦٠) فانتخب قيصر قنصلاً ثم والياً على غاليا وتولى كراسوس قيادة الجيش الذي أرسل إلى آسيا للحملة على البارثيين ولقي حتفه سنة ٥٣ وبقي بومبي في رومية.

كاتالينا: بينما كان بومبي يحارب في الشرق حدثت في رومية أزمة كادت تؤدي إلى ثورة وذلك أن أحد الأشراف من قدماء أنصار سيللا واسمه كاتالينا كان فقد ثروته لاسترساله في الشهوات فحاول أن يسترجع ماله بالقبض على أزمة الأحكام وكان رجلاً قوي الشكيمة