سر المتآمرين. فطلب شيشرون خمسة من رؤوس زعماء المؤامرة واضطرهم إلى الإقرار. ثم أخذ رأي مجلس الشيوخ فيما يجب أن يعاملوا به فأجاب بأنه يجب إعدامهم ولكن أحد المجرمين واسمه لاتنتولوس قاضياً، ولا يحق لأأحد أن يوقفه إلا حاكم له مقام أرقى من مقامه فذهب شيشرون بذاته لتوقيف المجرمين الخمسة وأخذهم إلى سجن الكابتول وخنقهم وعاد ليقول لمجلس الشيوخ: لقد عاشوا.
فأعلن كاتالينا الحرب ولم يكن سوى جزء من رجاله يحملون سلاحاً ومعظمهم انفضوا من حوله وزحف عليه جيش بقيادة القنصل أنطونيوس آتياً من الجنوب وزحف آخر من الشمال ولم يبق لكاتالينا سوى ثلاثة آلاف رجل حاول بهم الفرار نحو الشمال فرأى جبال ابنين في وجهه مسدودجة فانفض على جيش أنطونيوس وهاجمه وقتل مع أصحابه جملة واحدة (٦٣) فنال إذ ذاك شيشرون من مجلس الشيوخ لقب أبو الوطن دلالة على أنه أنقذ رومية من مخالب العدو ولكن لما انتهت سنة حكمه لم يعهد له بسلطة.
فتح بلاد الغال
دخول قيصر إلى غاليا: اتفق قيصر مع بومبي وكراسوس أن يتولى كل منهم القيادة في إحدى الولايات العظمى على أن يكون له الحق في أن يجيش جيشاً فوضع كراسوس يده على سورية وبومبي على إسبانيا وقيصر على الثلاث ولايات المجاورة لغاليا وذلك لمدة خمس سنين. وقد ذهب قيصر لما انقضت سنة حكمه بصفته والياً إلى مقر ولايته لينشيء فيها جيشاً ويكون هو قائده ودخل في الحال في عدة حروب وظل عشر سنين بعيداً عن رومية (ولم يدم حكمه أكثر من خمس سنين إلى سنة ٥٣ ولكنه جدده دفعة ثانية إلى سنة ٤٨).
وكانت رومية إلى ذلك العهد لم تخضع غير جزء من البلاد التي تنزلها الشعوب الغالية بل لم يكن لها سوى ولايتين غاليتين: غاليا سيزالبين وهي مؤلفة من البلاد الواقعة بين جبال البنين والألب (وهي اليوم إيطاليا الشمالة) والبروفانسيا وهي عباورة عن شواطئ البحر المتوسط وبلاد الرون من جبال الألب إلى جبال البيرنيه. وكانت هذه البلاد مع إقليم إيبيريا (الجبال الواقعة في شرقي الإدرياتيك) هي الثلاث ولايات التي تولاها قيصر.
أما باقي بلاد فرنسا الحالية التي دعاها الرومانيون غاليا فكانت مستقلة بعد يسكنها ثلاث