فيجتازون أرض الإمبراطورية ويخربونها. وكان إقليم غاليا خصوصاً هو الذي يقاسي الأمرلاين من هذه الغارات في القرن الثالث فتجتازها عصابات من المحاربين الجرمان كالألمان والفرنك وإذ لم يجدوا فيها مدناً حصينة ولا جيوشاً نهبوا المدن وحرقوها وأخذوا ما شاؤوا من أهلها أسرى معهم وذبحوا الباقين. وقرصان الساكسون يخربون شواطئ بحر المانش.
كان هذا القرن الذي انقضى في حروب قرن خرافات فكنت تجد في كل مكان أناساً يعبدون أرباب المشرق مثل الرب إيزيس وأوزيريس والربة الكبرى ولكن ميترا وهو رب فارسي رب عام أكثر من الأرباب قاطبة في الإمبراطورية. وميترا الشمس وهي مصورة في المصانع النس أنشئت إكراماً لها وهي تصرع ثوراً وقد كتب عليه ما يأتي:
للشمس التي تغلب للرب ميترا وقد عثر على مثل هذه الرسوم في جميع أجزاء الإمبراطورية. وعبادة الشمس ملتبسة مبهمة فهي أحياناً أشبه بالشعائر النصرانية فيكون فيها عماد وولائم مقدسة ومسحة وتوبة وشموع ولأجل أن يقبل المرء في جملة أهل هذه العبادة يجب القيام بأعمال من صوم ومحن مخوفة.
وقد كان دين ميترا في أواخر القرن الثالث الدين الرسمي في المملكة ودان الإمبراطرة والجيش بهذا الرب القهار ولهذا الرب في كل مكان معابد على شكل مغاور ذات مذابح ونقوش بارزة وكان في رومية أيضاً معبد فخيم أنشأه الإمبراطور أورليان. وكان من أشد الحاجات الماسة في ذاك العهد البقاء مع الأرباب على صلح ووئام فاخترعوا حفلات لتزكية النفس فيلبس المؤمن ثوباً أبيض مزيناً بالذهب ويقعد في أسفل هوة فيطبقونها على رأسه بلوح من الخشب مثقوب ويأتون بثور يقفونه على هذا اللوح فينخره الكاهن فيجري دمه من الثقوب على أثواب المؤمن ووجهه وشعره. وكانوا يعتقدون أن هذا التعمد بالدم يطهر المرء من السيئات كافة ومن يجري له يكون كيوم ولدته أمه في حياة جديدة ويخرج من الحفرة بشع الصورة ولكنه سعيداً مغبوطاً.
اختلاط الأديان: أخذت الأديان كلها في هذا القرن الذي تقدم فيه فوز النصرانية على غيرها بالاختلاط فتعبد الشمس تحت أسماء منوعة (وهي التربية وهليوس وبعل وإيلكابال وميترا) وجميع هذه العبادات منسوخة بعضها عن بعض وكثيراً ما تجري على مثال العبادات