للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

النصرانية ومن أعظم الأمثلة في هذا الاختلاط الديني ما كان يتوفر عليه اسكندر سيفير الإمبراطور المحتشم الطيب ذو الذمة فقد كان في قصره مصلى يعبد فيه المحسنين للإنسانية وهم إبراهيم وأورفيه ويسوع وأبولونيوس دي تيان.

ديوكسين: بعد مرةر زمن في الحروب الأهلية قام أمباطرة تمكنوا من وضع حد للشغب وكانوا قساة عاملين وجنداً ترقوا في درجات الجندية حتى أصبحوا زعماء وقواداً ثم صاروا أمبراطرة. ويكاد يكون منشأ معظم أولئك الإمبراطرة من ولايات نصف متوحشة كولايات الطونة وإيليريا وبعضهم كانوا في طفولتهم رعاة أو مزارعين. وكان في سذاجة أخلاقهم على مثال قدماء قواد الرومان ولما طلبت وفود ملك فارس أن يروا الإمبراطور بروبوس رأوه شيخاً أصلع يلبس عباءة صوف ويضطجع على الأرض ويتناول حمصاً وشحم خنزير وكانت هذه سيرة كوريوس دانتاتوس قبل خمسة قرون.

ولقد كان هؤلاء الأمبراطرة أشداء على الجند فأحدثوا في الجيش نظاماً وفي البلاد أماناً ولكنه بشأت بحكم الضرورة ثورة أضرم نيرانها الإمبراطور ديوكسين الذي تدرج من الجندية إلى تولي مقام الإمبراطورية (٢٨٥) وتنازل عن الملك بعد أن نظم شؤون الإمبراطورية.

ولم يعد يكفي رجل واحد لتولي شؤون الحكم في تلك البلاد المتسعة والدفاع عنها فاتخذ كل إمبراطور له كما اتخذ ديوكسين من أنسبائه وأصحابه اثنين أو ثلاثة يؤازرونه وعهد إلى كل واحد النظر في جزء من مملكته. وفي العادة أن يدعوا باسم قيصر ويحدث أحياناً أ، يتولى إمبراطوران متكافئان يدعى كلاهما باسم أغسطس ومتى هلك أحدهما يخلفه أحد القياصرة أما الجيوش فلا تستطيع أن تنصب أمبراطرة.

واتسعت الولايات أي اتساع حتى أدى ذلك بديوكلسين إلى تقسيمها فكان عددها ٤٨ ولاية في القرن الثاني فأصبحت زهاء ٩٠ ولاية (وغدت غاليا سبع عشرة ولاية بعد أن كانت سبعاً) وأمسى الحرس الإمبراطوري في رومية خطراً على البلاد فاستعاض الإمبراطور ديوكلسين عنه بفرقتين سماهما فرقتي القصر.

المدنية الرومانية على عهد الإمبراطورية

مدينة بومبي: ذكر بلين الفتى في كتاب له قصة ثوران بركان فيزوف (سنة ٧٩) الذي هلك