ذات يوم فيمن يكون له المقام الأول في السماء فقال: إن أعظمكم هو الذي يخدم غيره لأن من يرتفع يسقط ومن يسقط يرتفع وما زال البابا إلى اليوم وهو خليفة القديس بولس يدعى بخادم خدمة المولى. كان المسيح يؤثر أن يجتذب إليه المساكين والمرضى والنساء والأولاد بل والضعاف والمحرومين واختار حواريه من عامة الناس وكان يكرر على مسامعهم تلطفوا وألينو قلوبكم.
ملكوت الله: كان المسيح يقول أنه جاء إلى الأرض ليؤسس ملكوت الله. فظن أعداؤه أنه طامع في ملك وعندما صلب كتبت على صليبه هذه العبارة: يسوع الناصرة ملك اليهود وهذا كان خلاف ما يقصده. فقد صرح المسيح نفسه بأن ملكوتي ليس في هذا الأرض فلم يجيء ليقلب الحكومات ولا ليصلح المجتمع وأجاب من سأله فيما إذا كان يجب أداء الجزية للرومانيين بقوله: ادفع لقيصر ما لقيصر وأد ما لله لله. ولذا رضي المسيح بما رآه موجوداً وعمل على تهذيب نفسه وتكميلها لا على إصلاح المجتمع.
ولأجل أن يفوز المسيحي بمرضاة الله ويكون أهلاً لبلوغ ملكوته لا يقتضي له أن يقدم النذور ويقف عند حد ما رسمته الشريعة كما فعل الفريسيون اليهود أو عبدة الأرباب القديمة فإن المتعبدين الحقيقيين يعبدون أباهم بالفكر وبالحقيقة وكلمة المسيح هي جماع آدابهم وهي: كونوا كاملين مثل أيكم الذي في السموات فإنه كامل.
الحواريون ـ عهد إلى الاثني عشر حوارياً الذين كانوا ملتفين حول المسيح أن يبشروا بتعاتليمه في الأمم بأسرها. فدعوا بالحواريين المرسلين) سكُن معظمهم القدس ودعوا إلى ديننهم فقي أرض اليهودية. زكان المنتصرة الأول من الإسرائيليين.
وكان شاول أول من دان بالنصرانية وخف يحمل تعاليم هذا إلى أمم الشرق فقضي بولس (هو الاسم الذي اتخذه) حياته يطوف المدن اليونانية في آسيا الصغرى وبلاد اليونان ومكدونية داعياً إلى الدين الجديد لا الإسرائيليين فقط بل أبناء الأمم الأخرى قائلاً كنتم فيما سبق بدون المسيح بعيدين عن المحالفات والوعود وها قد التأم شملكم بدم المسيح لأنه هو لا يميز بين الشعبين وينظر إليهما كأنهما شعب واحد. ولم يعد من حاجة أن يكون المرء إسرائيلياً حتى ينتحل النصرانية فإن الأمم الأخرى التي نبذتها شريعة موسى قد تقاربت فيما بينها بفضل شريعة المسيح. وهذا الامتزاج هو بصنع القديس بولس ولذا سمي رسول