للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الأمم.

كان المنتحلون للنصرانية بادئ بدءٍ من يونان آسيا الصغرى ثم تنصر كثيرون في جميع المدن الكبرى وأتى زمن طويل والطائفة المسيحية في رومية أيضاً مؤلفة من أبناء يونان. فاتنتشر دين المسيح أولاً ببطء على نحو ما بشر بذلك المسيح بقوله: يشبه ملوك الله حبة من الخردل فهي أصغر الحبوب ومع هذا يييينبت منها نبات أطول من جميع البقول فتؤدي طيور السماء إلى ظلها.

الكنيسة الأصلية ـ كان المسيحيوين في جميع البلاد التي نزلوها يجتمعون للصلاة جماعة وإنشاد أماديح المولى وللاحتفال بالعشاء السري وهي أكلة يتناولونها بالاشتراك تذكاراً الآخر أكلة للمسيح وتسمى اجتماعاتهم الكنيسة (المجلس).

ومن العادة أن يعامل المسيحيون في كنيسة واحدة بعضهم بعضاً معاملة الأخوة ويأتون بالعطايا لينفقوها على الأرامل والفقراء والمرضى. وأكثر رجالهم احتراماً بينهم الرهبان ومعنى ذلك القدماء يديرون شؤون الطائفة ويقومون بالفروض الدينية. ويتولى آخرون النظر في أملاك الطائفة وكانوا يدعون الشمامسة (الملاحظون) ثم كثرت أعمال الكنيسة حتى انقسم سواد المسيحيين إلى فرقتين إحداهما جماعة المكلفينة بالنظر في وظائف الطائفة وسموهم رجال الكهنوت (أي خدمة الرب) والباقون المؤمنين سموهم العامة (العلمانيين)

كان لكل مدينة كنيسة مستقلة فيقولون كنيسة أنطاكية وكنيسة كورنت وكنيسة رومية وكلها في الحقيقة كنيسة واحدة وهي كنيسة المسيح حيث كان يربط الجميع الاعتقاد بإيمان واحد.

فالاعتقاد العام أو الكاثوليكي كان هو المعول عليه دون سواه أما الآراء الخاصة (الهرطقات والإلحاد) فكان يحكم عليها بأنها أوهام وأغلاط.

وبقي الكتاب المقدس عند اليهود أي العهد القديم مقدساً عند المسيحيين وصار لهؤلاء كتب أخرى جمعتها الكنيسة في مصحف واحد وسمتها العهد الجديد.

فالأناجيل الأربعة تقص حياة المسيح والبشارة لما حمله من السلام وأعمال المرسل تذكر كيف انتشرت هذه البشارة في العالم. ورسائل الرسل هي رسائل أرسلها الحواريون إلى مسيحي العهد الأول والأبوكاليبسيس (رؤيا القديس يوحنا الإنجيلي أو الجليان) هو ما أوحاه