للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يجري معنا كما نريد ويجعل الغي إذا أردناه رشدا قم لعنك الله فقام منقطعاً وإلى قولها نظر البحتري فقال:

ولا يؤدي إلى الملاح هوى ... من لا يرى أن غيه رشد

وقوله:

ويكفيك آثار لنا حين تلتقي ... ذيول نعفيها بهن ومطرف

معنى مليح وقد اشترك فيه جماعة من الشعراء فأول ذلك أمرؤ القيس في قوله:

فقمت بها أمشي تجر وراءنا ... على أثرنا أذيال مُرط مرجل

وقال ابن المعتز:

فقمت أفرش خدى في الطريق له ... ذلاً وأسحب أكماماً على الأثر

ولابن المعتز في هذا المعنى زيادة حسنة على من تقدمه وقوله:

فنصبح لم يسعر بنا غير أنه ... على كل حال يحلفون ونحلف

كلام ظريف ومعنى مليح لأنه قال لابد من تهمة تلحقنا فنحلف أنا لم نفعل ويحلفون أنا قد فعلنا وقوله:

فأقبلن يمشين الهوينا تهاديا ... قصار الخطا منهن راب ومرجف

من أحسن ما يكون في صفة المشي وقد أكثرت الشعراءُ في هذا الباب فمن مليحه قول بعضهم:

يمشين مشي قطا البطاح تأدوا ... قب البطون رواجح الأكفال

وإنما شبهوا مشية المرأة بمشية القطاة لأن فيها سرعة وتأيدا قال المنخل:

ودفعتها وتدافعت ... مشي القطاة إلى الغدير

وللأعشى في المشي شيءٌ حسن وأشياءٌ يفرط فيها فمن الجيد قوله:

غراءُ فرعاءُ مصقول عوارضها ... تمشي الهوينا كما يمشي الوجى الوجل

كأن مشيتها من بيت جارتها ... مر السحابة لا ريث ولا عجل

وقد شبه بشار بن برد خفقان القلب بالكرة في تدورها وهو قوله:

كأن فؤاده كرة تنزى ... حذار البين إن نفع الحذار

وهذا لعمري تشبيه جيد ومعنى صحيح وقال آخر وهو غير هذا المعنى فجود