إن كان أحبابنا اُّنسوا محبتنا ... وحتفنا عندهم يجري مودتنا
فيا عذاب النوى عجل منيتنا ... ويا نسيم الصبا بلغ تحيتنا
من لو على البعد حياً كان يحيينا
يا ظبية لم تذقنا طعم نفرتها ... حرصاً على عيننا من فقد قرتها
يا كرمة كم تمتعنا بخمرتها ... ويا حياة تملينا بزهرتها
منىً ضروباً ولذات أفانينا
هل يرجع القمر الزاهي لدارته ... فتنجلي ظلمات باستنارته
عد يا صفاءً رتعنا في نضارته ... ويا نعيماً رفلنا من غضارته
في وشي نعمى سحبنا ذيله حينا
كانت بطلعتك الأرواح منعمة ... ومنك كانت كؤوس الصفو مفعمة
يا من هوانا بها أضحى لنا سمة ... لسنا نسميك إجلالاً وتكرمة
وقدرك المعتلي عن ذاك يغنينا
أوصافك الغر ما مرَّت على شفةٍ ... إلا غنيت بها عن كل معرفةٍ
بقامة في تثنيها مهفهفةٍ ... إذا انفردت وما شوركت في صفةٍ
فحسبنا الوصف إيضاحاً وتبيينا
الشعر يروي منِ الهجرانُ أظمأهُ ... وأن تلاه عليل القلب أبرأه
قريض شوق نظمناه ليقرأهُ ... ربيب لطف كأن الله أنشأه
مسكاً وقدر إنشاء الورى طينا
صبابة في النوى ناءت بكلكلها ... وأين آخرها من طيب أولها
يا رشفة عهدنا نابٍ بمنهلها ... يا جنة الخلد أبدلنا بسلسلها
والكوثر العذب زقوماً وغسلينا
على الصفا سحبت ذيلا كوارثنا ... فزال عاقدنا واختال ناكثنا
مرت كقبسة عجلان حوادثنا ... كأننا لم نبت والوصل ثالثنا
والسعد قد غضّ من أجفان واشينا
في خلوة ما بها إلا تتيمنا ... نارٌ ولا نأمة إلا تكلمنا