للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تعليم اللغات الحية مباشرة ترمي إلى ترك التمرين على الشرح والترجمة، وهذه الطريقة سامية من حيث العمل ومهيأة للتلميذ بأسرع ما يمكن لاستعمال اللغة ولكنها قلما تمرن العقل فيجب أن يفكر المربي في التعليم بهذا تمرين الحسن أو بما يعادله على الأقل.

وإن استعمال الترجمة والشرح ليمكن حتى من لغة المرءِ الأصلية فإن معنى شرح عبارة هو حلّ معناها الحقيقي وترجمتها إلى لغة شائعة وبذلك يتعود المرء على ما هو لازم له من جودة النظر في الكلمات فلكم رأينا، مناقشات قامت خاصة على ما أحدثه سوء التفاهم في اللغة فإنا ندخل في براهيننا تعابير مهمة أو مدرسية تكذب فكرنا أو تمنعنا من إيضاحها كل الإيضاح.

وهناك تمارين أخرى تقودنا من الفكر إلى الألفاظ فإننا نحاول أن نوجه للتعبير عن فكرنا لفظاً مستعملاً ولطالما دهشت من الألفاظ الكثيرة التي يقتدر التلميذ الصغير على الإفصاح بها عن أفكاره بدورات تدل على حذق وبقليل من الألفاظ، حتى أن محاولتنا التعبير عن أفكارنا مما يفيدهم، ومن النادر ولاسيما عندما نفكر في مسائل قليلة الصعوبة أن نكون على استعداد مما نقوله قبل أن نبدأ في الكلام في الكلام فالفكر يبقى منتشراً مشوشاً وهو على سهولته في حيز القوة لا يخلو من إبهام إذا أريد إخراجه إلى العمل ومن المحتمل كثيراً أنه يبقى في هذه الحالة المختصرة إذا لم نبحث عن طريقة لبيانه وتكميله بالتعبير عنه فالفكر لا يتم إلا بالجملة.

فالواجب والحالة هذه تمرين طلبتنا على التكلم وسؤالهم على الدوام وتمرينهم على الإفصاح عما يجول في خواطرهم ببيان رائق وهذا أحسن واسطة لتنبيه عقولهم حتى في خلال الدروس فإنهم إذا لم يكونوا إلا سامعين لما يلقى عليهم لا يلبثون أن يكونوا خاملين غير مهتمين بالدرس. وتيسير للمعلم إذا تكلموا أن يستدل على، هم في حالة يعملون معها أذهانهم ويستعملون قواهم العقلية فأنت ترى تلامذتنا الذين اعتادوا أن لا يفكروا إلا والقلم بأيديهم مرتبكين في الأحايين التي يحتاج فيها إلى حضور ذهن. وليس معنى هذا أن يجعلوا خطباءَ بل أن يمرنوا على التعبير عن أفكار حتى أمام الجمهور بدون ارتباك ولا غموض. فالتمرين اللفظي يضطر إلى التفكر بسرعة وإيجاد تعبير للفكر الذي يعرض في الحال فهو يقوي الصفات العقلية التي تجعل المرءَ عاملاً.