قطعت بعيرانة كالفنيق ... يمرح في الآل شيطانها
وأبين منه قول منظور بن رواحة:
أتاني وأهلي بالرماح وغمرة ... مسب عريف اللؤم حتى بني بدر
فلما أتاني ما تقول تقلصت ... شياطين رأسي وانتشين من الخمر
والأعراب تجعل الخوافي والمستجنات من قبل أن ترتب المراتب جنين تقول حن وجن بالجيم والحاءِ وأنشدوا:
أبيت أهوى في شياطين ترن ... مختلف بخارها حن وجن
ويجعلون الحن فوق الجن وقال أعشى سليم:
فما أنا من جن إذا كنت خافياً ... ولست من النسناس في عنصر البشر
ذهب إلى قول البشر ناس ونسناس والخوافي حن وجن ويقول أنا من أكرم الحيين حيث ما كانت.
وضعفة النساك وأغبياء العباد أن لهم خاصة شيطاناً قد وكل بهم يقال له المذهب يسرج لهم النيران ويضيء لهم الظلمة ليفتنهم ويريهم العجب إذا ظنوا أن ذلك من قبل الله تعالى.
(قال) وأما الخابل والخبل فإنما ذلك اسم للجن الذين يخبلون ويتعرضون ممن ليس عنده إلا العزيف والنوح وفصل أيضاً لبيد بينهم فقال:
أعاذل لو كان البداد لقوتلوا ... ولكن أتانا كل جن وخابل
زعمهم أن الغول من أنثى الجن وكذلك السعلاة
قال الجاحظ: قالوا إذا تعرضت الجنية وتلونت وعبثت فهي شيطانة ثم غول. وربما جعلوا الغول اسماً لكل شيء فمن الجن يعرض للسفار ويتلون في ضروب الصور والثياب ذكراً كان أو أنثى إلا أن الأكثر على أنه أنثى وقد قال أبو المضراب عبيد بن أيوب العنبري:
وحالفت الوحوش وحالفتني ... بقرب عهودهن وبالبعاد
وأمسى الذئب يرصدني محشا ... لخفة ضربتي ولضعف آدي
وغولاً قفرة ذكر وأنثى ... كأن عليهما قطع البجاد
فجعل في الغيلان الذكر والأنثى وقد قال الشاعر في تلونها:
وما تزال على حال تكون بها ... كما تلون في أثوابها الغول