للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فالغول ما كان كذلك. (والسعلاة) اسم لواحدة من نساء الجن تتغول لتفتن السفار قالوا وإنما هذا منها على العبث أو لعلها إن تفزع إنساناً فيتغير عقله من أجله عند ذلك لأنهم لم يسلطوا على الصحيح العقل ولو كان ذلك لبدؤا بعلي بن أبي طالب وحمزة ابن عبد المطلب وأبي بكر وعمر في زمانهما وبغيلان والحسن في دهرهما ويواصل وعمرو في أيامهما وقد فرق بين الغول والسعلاة عبيد بن أيوب حيث يقول:

وساخرة مني ولو أن عينها ... رأت ما أُلاقيه من الهول جنت

أزل وسعلاة وغول بقفرة ... إذا الليل وأرى الجن فيه أرنت

وهم إذا رأوا الفتاة حديدة الطرف والذهن سريعة الحركة ممشوقة قالوا سعلاة وقال الأعشى:

ورجال قتلى بجنبي أريك ... ونساءٌ كأنهن السعالى

ويقولون تزوج عمرو بن يربوع السعلاة وقال الراجز:

يا قاتل الله بني السعلاة

وفي تلون السعلاة يقول عباس بن مرداس السلمي:

أصابت القوم غول جل قومهم ... وسط البيوت ولون الغول ألوان

وقال عبيد بن أيوب وكان جوالاً في مجهول الأرض لما اشتد خوفه وطال تردده وأبعد في الهرب:

لقد خفت حتى لو تمر حمامة ... لقلت عدو أو طليعة معشر

فإن قيل أمن قلت هذي خديعة ... وإن قيل خوف قلت حقا فشمر

وخفت خليلي ذا الصفا ورأبني ... وقيل فلان أو فلانة فاحذر

فلله در الغول أي رفيقة ... لصاحب قفر خائف متنفر

أرنْت بلحن بعد لحن وأوقدت ... حوالي نيراناً تلوح وتزهر

وأصبحت كالوحشي يتبع ما خلا ... ويطلب مأْنوس البلاد المبعثر

ومما ذكر الغيلان قوله:

تقول وقد ألمت بالأنس لمة ... مخضبة الأطراف خرس الخلاخل

أهذا خليل الغول والذئب والذي ... بهيم بربات الححال الكواهل