المنزل المتهدم القديم لتحل في مسكن أقوى وأمتن فتنتقل تلك الروح إلى جسد طفل له عندهم علامات وفروق خاصة كالعجل آبيس عند قدماء المصريين فيبحثون عنها بواسطة اللامويين الصغار حتى إذا تحققوا وجودها في أي طفل كان قالوا_هذا هو اللاما_فاتخذوه خلف لسلف قبله وأقاموا عنه نواباً حتى يبلغ أشده وعلى هذا لا يكون في زعمهم موتاً طبيعياً بل هو من قبيل الانتقال العادي من موئل إلى آخر.
وهم يؤمنون بإله واحد يثلثون أقانيمه كما يثلث الهنود برهما ويزعمون أنه ظهر أول مرة (سنة ١٠٢٦ قبل الميلاد) وكان يملك في بلاد الهند وهو متجسد يموت في الظاهر ولكن في الحقيقة يتنقل كما ذكرنا سابقاً من مسكن إلى آخر مع أنه أزليٌ حيٌّ سرمديٌّ لا يموت ويريدون به نفس اللاما العظيم الذين يسميه الصينيون هوفو أي الإله الحي.
ثم هم يؤمنون بخلود النفس والثواب والعقاب ولهم صلوات وأصوام وذبائح وقرابين وكهانة ذات فروض ونذور ومناسك وصوامع وأديار وعدد كهنتهم يتجاوز الثلاثين ألفاً وكلهم يلبس ألبسة خاصة ذات مناطق صفراء وقبعات تختلف أشكالها وأوضاعها باختلاف رتبهم الدينية ولهؤلاء الكهنة مدارس تلقنهم فروض الدين ونواميسه وتعاليمه وشيئاً من الطب وعلم الهيئة وضروباً من الشعوذة والتدجيل يمخرقون بها على العامة المخدوعة بأساليبهم السحرية غير أن دهاء الإنكليز الذي يستسهل أمرهم بعض متهوسي الكتبة ذوي الأماني والأحلام لم يدع هذه الزمرة المضللة وإلهها الدجال يتمتعون بما توارثوه عن آبائهم منذ آلاف أعوام من المجد السامي والمكانة العليا بل لم برحوا منذ بعض قرون فآتياً يبثون دعاتهم ورسلهم وينصبون شباكهم وأحاييلهم بين اللامويين متعذرين بكل وسيلة من وسائلهم الفعالة لبسط نفوذهم وتمتين دعائمهم في تلك الأقطار حتى ألجأوا اللاما وأتباعه بعد حملات سالت فيها الدماء سيل الماء إلى موالاتهم والدخول في حمايتهم وتحت سيطرتهم وغير ذلك مما كشف القناع عن بصائر الصينيين وأمات ثقتهم وصدق يقينهم بذلك المعبود الكاذب فنهضوا عليه نهضة رجل واحد وأجلوه عن مقدسه فمضى هارباً صاغراً مدحوراً لا يلوي على شيءٍ يلتمس من مواليه الإنكليز حماية روحه وماله إلى غير ما هنالك مما فاضت ببيانه صحف الأخبار وجاء منطبقاً على ما يريد الإنكليز خلافاً لما يتوهمه البعض ممن ينظرون إلى المرامي السياسية بعين الأحوال فسبحان مصرف الأمور بحكمته ومقلب الأحوال بقدرته إن