منها أنها أفقر الدول الكبرى بأسرها فإذا حسبنا مجموع ثروة يابان نجد أنها إذا ملكت مئة فإن إيطاليا تملك ٢٦٩ والنمسا ٣٨٤ وروسيا ٥٥١ وألمانيا ٦٨٣ وفرنسا ٧٤٣ وانكلترا ١٠٠٨ والولايات المتحدة ١٣٩٧ وما من دولة كثرت ديونها مثل مملكة الشمس المشرقة فإنها تبلغ ٢٢ في المئة من مجموع ما تملك على حين يبلغ دين إيطاليا ١٢ في المئة وروسيا ١٤ وفرنسا ١٤ وألمانيا ١٠ والنمسا ٧ وإنكلترا ٧ والولايات المتحدة ١ وإذا كان الفرد الياباني يملك ١٠ يانات مثلاً فإن الإيطالي يملك ٢٣ والنمساوي ٢٨ والألماني ٤٢ والفرنساوي ٤٢ والانكليزي ٥٢ والأميركاني ٧٣، وما من بلد في الأرض تكثر فيه الضرائب على الرعايا (ماخلا البلاد العثمانية) مثل يابان فإن الفرد فيها يدفع ١٢ في المئة من إيراده أما الإيطالي فإنه يدفع ١٢ أو ٢ في المئة والنمساوي ١١ و ٣ والفرنساوي ٩ و ٧٠ والانكليزي ٨ و ٨٠ والألماني ٦ و٣٠ والأميركي ٣ و ٣٠.
الجهر بالقراءة
من محاضرة للمسيو إميل بوترواحد شيوخ العلم في فرنسا في هذا الموضوع ما تعريبه: من أنجع الوسائط المختلفة في التعليم والتربية على ما أرى القراءة بصوت عال، ولطالما ذكرت تلك المطالبات التي كان يتلوها على مسامعنا في صبانا أحد الأساتذة الماهرين في التلاوة آوة الفراغ، وتأثير البيان كل يوم في نفوس الناس مشاهد محسوس فإذا تركنا التمثيل جانباً الآن ألا نرى أن إلقاء الخطيب لخطابه يزيد في تأثيره في القلوب، ألا تلاحظون كيف يعنى الأستاذ عند إيراده جملة من الكلام البليغ يذكره بالصورة التي تلي بها.
فلقد أدرك القائمون على التربية في كل زمن مكانة الجهر بالتلاوة فكان في آثينة أول معلم يتولى تربية الطفل رجلاً يعرف قليلاً من النحو كانت مهمته الأولى أن يدرسه أقوال الشعراء فكان يترقى بالتدريج في إنشاد جملة بعد جملة من كلام هوميروس أو أزيودوس والتلامذة يرددون ما يقول وكانت تلاوة الأسفار المقدسة في الكنائس المسيحية بصوت جهوري من أهم الأجزاء الجوهرية في العبادة في كل زمن، ونرى اليوم علماء التربية قد أقروا على فائدة التلاوة الجهرية، واتفق لي أن تأكدت ما لهذا التمرين من الشأن في المدارس الألمانية فإن له ولا سيما في مدارس البنات الشأن الأول فيقصدون أن ينبهوا في