للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قلعتها من أجمل مناظر سورية لأنها تشرف من جهة على قسم من بلاد الجولان وارض الحولة وبلاد الشقيف وبلاد الأردن.

والحولة بحيرة قال أحدهم أنها المعروفة في الكتب المقدسة بمياه ميروم هكذا يسميها الرومان وأما اليونان فيسموها سمخونيتس واسمها عند العرب الحولة أو الملاحة أو بحر بانياس قال ابن فضل الله وأما بلاد صفد فحدها من القبلة الغور حيث جسر الصنبرة من وراء طبرية ومن شرق الملاحة الفاصلة بين بلاد الشقيف وبين حولة بانياس ويفهم من هذا أن الملاحة هي غير بحيرة الحولة وهي حوض من الماء على شكل زاوية إلا قليلاً يجري منها الأردن عمقها من ٣ إلى ٥ أمتار وفيها طيور مائية كثيرة كالبط ونحوه ويكاد لا يدخل إليها من جهة الشمال لكثرتها وكذلك لكثرة النبات المعروف بالبردي النابت على ضفافها ولا سيما الضفة الشمالية ويتألف من السهل في شمالي البحيرة حوض كبير منظم في الجملة عرضه نحو ساعتين ومعظم هذا الوادي العميق يحتوي على الأكثر على بطائح وتسوء الصحة هناك ولاسيما بعد جفاف قليل من تلك البطائح التي تتخللها عدة قرى.

وحدود الحولة قبلة الطريق الفاصل بين نعران إلى جسر بنات يعقوب إلى قطانة والتليل من الغرب الجاعونة والملاحة والخالصة ويمتد إلى آبل القبح شمالاً ومزرعة المارية وجسر صريد المتصل بمزرعة حلتا والمحرويقة ومغور الشباعنة وبانياس من سفح جبل الشيخ وشرقاً عين فيت وخريبة السمن والمفتخرة والغرابة والدردارة.

هذا إجمال عن بلاد الحولة وقد ذكر المقدسي في القرن الرابع أن الإقليم المتوسط الهواء أوسط سورية من الشراة إلى الحولة فانه بلد الحر والنيل والموز والنخيل. ولو جففت الحولة على نحو ما يسعى بعضهم بتجفيفها وهو سهل ممكن لأحييت بها عشرات الألوف من الدونمات قابلة لزراعة البقول والخضر تكفي أهل سورية في فصول السنة الأربعة بل سورية ومصر وغيرهما ولا سيما في فصل الشتاء لمكان الحرارة الطبيعية في تلك الأراضي وكثرة خصبها المريع وشمسها التي لا تكاد تغيب.

كأن شعاع الشمس في كل غدوة ... على ورق الأشجار أول طالع

دنانير في كف الأشل يضمها ... لقبض وتهوى من فروج الأصابع

فعسى أن تصح العزائم على هذا العمل فينفع في صحة السكان وثروتهم بل صحة البلاد