للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقد حفر الإفرنج حولها أداروا بها البحر قال العزيزي وبين صور وعكا اثنا عشر ميلاً وفتحت في سنة تسعين وستمائة مع عكا وخربت وقد نقل معاوية إليها وإلى عكا قوماً من فرس بعلبك وحمص وأنطاكية سنة ٤٢ وكانت خراباً يوم مر بها ابن بطوطة سنة ٧٢٦ وبخارجها قرية معمورة سكانها من الستوزة؟ قال أن بابها الذي للبحر بين برجين عظيمين وبناؤها ليس في الدنيا أعجب وأغرب شأناً منه كما مر بها ابن جبير قادماً من عكا في طريقه على حصن كبير يعرف بالزاب لزيب وهي مطلة على قرى وعمائر متصلة وعلى قرية مسورة تعرف بإسكندرية وقال في وصف صور:

مدينة يضرب بها المثل في الحصانة لا تلقي لطالبها بيد طاعة ولا استكانة قد أعدها الإفرنج مفزعاً لحادثة زمانهم وجعلوها مثابة لأمانيهم هي أنظف من عكا سككاً وشوارع وأهلها ألين في الكفر طبائع وأجرى إلى بر غرباء المسلمين شمائل ومنازع فخلائقهم أسجع ومنازلهم أوسع وفسح وأحوال المسلمين بها أهون وأسكن وعكة أكبر وأطغى. وأما حصانتها ومنعتها فأعجب ما يحدث به وذلك أنها راجعة إلى بابين أحداهما في البر والآخر في البحر وهو يحيط بها الآن من جهة واحدة فالذي في البر يفضى إليه بعد ولوج ثلاثة أبواب أو أربعة كلها في ستائر مشيدة محيطة بالباب وأما الذي في البحر فهو مدخل بين برجين مشيدين إلى ميناء ليس في البلاد البحرية أعجب وضعاً منها يحيط بها سور المدينة من ثلاثة جوانب ويحدق بها من الجانب الآخر جداً معقود بالجص فالسفن تدخل تحت السور وترسى فيه وتعترض بين البرجين المذكورين سلسلة عظيمة تمنع عند اعتراضها الداخل والخارج فلا مجال للمراكب إلا عند إزالتها وعلى ذلك الباب حراس وأمناء لا يدخل الدخل ولا يخرج الخارج إلا على أعينهم فشأن هذه الميناء شأن عجيب في حسن الوضع ولعكة مثلها في الوضع لكنها لا تحمل السفن الكبار حمل تلك وإنما ترسي خارجها والمراكب الصغار تدخل إليها فالصورية أكمل وأجمل وأحفل قال وهاتان المدينتان عكة وصور لا بساتين حولهما وإنما هما في بسيط من الأرض افيح متصل بسيف البحر والفواكه تجلب إليهما من بساتينهما التي بالقرب منهما ولهما عمالة متسعة والجبال التي تقرب منهما معمورة بالضياع ومنها تجبى الثمرات إليهما وهما من غر البلاد.

وقال ابن خرداذبة: وسواحل جند دمشق عرقة طرابلس وجبيل وبيروت وصيدا وحصن