للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أنهارها فضة والمسك تربتها ... والخز روضتها والدر حصباء

وللهواء بها لطف يرق به ... من لا يرق وتبدو منه أهواء

ليس النسيم الذي يهفو بها سحراً ... ولا انتشار لآلي الطل أنداء

وإنما أرج الند استسار بها ... في ماء ورد فطابت منه أرجاء

اختلف المؤرخون في صور وصيدا وأيهما كانت أكبر وأفخم على عهد الفينيقيين ويقول استرابون أن صور أقدم مدن فينيقية وأعظمها بعد صيدا وقد جعل صور العتيقة على مسافة نحو خمسة كيلو مترات ونصف من صور الحديثة أما بلين فيقول أن المدينة القديمة والحديثة متصلتان ببرزخ إحداهما مع الأخرى ومحيطهما ٢٧ كيلومتراً أما المدينة الأصلية فمساحتها زهاء أربعة كيلومترات.

ظفر الباحثون بنقود فيها رسم أنطوخيوس الرابع قبل المسيح بمائة وثماني وستين أو سبع وستين سنة كتب عليها أنها ضربت في صور أم الصيدونيين ووجدت أيقونة أخرى كأنها رد على هذه الدعوى مكتوب عليها الصيدونيين مذلولون صور الكاذبة وهكذا تنازعت صور وصيدا شرف التقدم كما تنازعتا مدينة صرفند (صرفت) التي بناها أهل صيدا على ١٥ كيلو متراً ونصف جنوبي صيدون على الشاطئ ومعناها سبك المعادن من صرف العبراني أي ذوب.

بيد أن التاريخ ناطق بأن صيدا وإن سبقت الفينيقيين بتأسيس المستعمرات منذ عهد عريق في القدم فأنشأت هيبون في نوميديا وقرطاجنة في شمال أفريقية فقد سبقتها صور فيما بعد وتبين أن صيدا كانت من عمل صور حتى كانت صيدا تعرف باسم صور صيدا وظلت صيدا مستقلة في شؤونها الداخلية وكان لها حق على عهد الرومان مجلس شيوخ وحاكم أكبر كالذي كانت تنصبه الجمهوريات اليونانية. ولم يشتهر الصيدونيون بأنهم والصوريين أساتذة العالم في تجشم البحار بل اشتهروا أيضاً بأنهم أساتذة أيضاً في علم النجوم والرياضيات.

خربت صيدا سنة ٣٥١ ق. م عقب انتفاضها على ملك فارس وقتل وحرق فيها ٤٠ ألفاً وفتحت أبوابها بنفسها للفاتحين اليونانيين ثم استولى عليها الرومان وكان يطلق عليها اسم قائدة المراكب وأم القرى والمستعمرة السامية وافتتح المسلمون صيدا سنة ٦٣٧ و ٣٨ م