أن فيها مزاراً يقال أن فيه شيئاً من جثة يحيى الحصور عليه السلام وهذا غير ثابت في التاريخ كما لم تثبت الدعاوي التي من قبيله.
وفي صيدا تصدر مجلة العرفان لمنشئها صديقنا أحمد عارف أفندي الزين وهي مجلة راقية خادمة للآداب العربية امتازت بما تنشره لعلماء جبل عامل والنجف وإيران وشعرائهم وكتابهم وما ترويه من آثار العلويين وتاريخهم ولها مطبعة متقنة وهي المطبعة الوحيدة في هذه البلاد وبالنظر لقرب المسافة بين صيدا وبيروت اكتفى الصيدونيون بجرائد بيروت ولم ينشروا جرائد لهم خاصة.
وقد فتحت صيدا شارعاً طويلاً لها أقامت فيه الدور والحوانيت على الطراز الجديد في الجملة أما بناء المدينة القديم فضيق معوج مثل أبنية بيروت وطرابلس القديمة أو أدهى وماؤها عذب يأتي في أنابيب مثل ماء بيروت ويستقى منه في أعالي البيوت وبلديتها تعتني بتنظيفها أكثر من عناية بلدية دمشق وبيروت.
وقصارى القول فإن صيدا كما قال أستاذنا الشيخ طاهر الجزائري تصيد القلوب صيدا وعلى رأي ابن الساعاتي وقد مر بها يوم كانت بيد الإفرنج فرأى مروجاً خضراء كثيرة نباتها النرجس واتفق أنه هرب بعض الأسارى من صيدا فأرسلت الخيل وراءه فردته فقال:
لله صيداء من بلد ... لم تبق عندي بلى دفينا
نرجسها حلية الفيافي ... قد طبق السهل والحزونا
وكيف ينجو بها هزيم ... وأرضها تنبت العيونا
مرج عيون
عدنا من صيدا إلى النبطية في مركبة وذهبنا من الغد في زمرة من الإخوان لزيارة قلعة الشقيف التي نسبت إليها البلاد المحيطة بها ويرد عهدها إلى قبل الصليبيين عرفها الإفرنج للمرة الأولى سنة ١١٧٩ ولما استولى عليها الصليبيون سموها الحصن الجميل وحق لهم أن يسموها كذلك لجمال موقعها المطل على نهر الليطاني المنسابة مياهه في أسفل الوادي العميق ومن الجانب الآخر بعض القرة المبثوثة في الخضرة التي تأخذ بمجامع القلوب ومن البعيد سهر مرج عيون الوارد ذكره في سفر الملوك وينتهي هذا المرج بجبل الشيخ