تأكل الفيران والجرذان فما شعروا وهم مشتغلون ببطونهم إلا وعسكر صلاح الدين قادمون بطعام في زي النساء حتى اقتربوا منهم فباغتوهم فلم ينج منهم نافخ نار.
والصحيح في فتحها ما قاله العماد الكاتب من أن صلاح الدين قد إلى شقيف ارنون من دمشق ماراً بقلعة بانياس وأتى مرج عيون رخيم منه بقرب الشقيف وجمع على من به من آلات الحصار أسباب التخويف وأقام عسكره في ذلك المرج الوسيع والروض الوشيع وكان الشقيف في سد صاحب صيدا ارناط فأمهله ثم أمهله ولم يجد صاحب الحصن ملجأ وتحول السلطان من مخيته إلى أعلى الجبل لمحاصرة الحصن ورتب له عدة من الأمراء إلى أن تسلمه بعد سنة بحكم السلم وكانت مرجعيون تتوافد إليها جموع المتطوعة من دمشق وحوران والمرج والغوطة قال: وفي يوم الأحد خامس عشر ربيع الأول تسلم بالامان شقيف ارنون واستمر الحصار عليه منذ نزولنا في السنة الماضية بمرج عيون وصاحبه ارناط صاحب صيدا في دمشق لأجله معتقل وباب خلاصه دون فتح شقيفه مقفل وذلك أن الشقي فنى زاده وعز اجتهاده ومرد عليه في الحفظ مراده وخانه في البصر ارتياؤه وارتياده ونخب من الرعب فؤاده وأصلد باليأس زناده وامتنع عليه إصداره وإيراده فسلمه على أن يسلم صاحبه وتخلص في النجاة مذاهبه وخرج هو ومن معه وترك الشقيف بما فيه وتركه للإسلام بما يحويه وأفرج عن صاحب صيدا وصار إلى صور ولبس من التشريف والتسريح حبير الحبور.
وبعد صلاح الدين نزلت القلعة الحامية الإسلامية وما زالت تتقلب عليها الأحوال حتى سكنها في القرن الماضي أبناء العشائر أو حكام جبل عامل ولم يغادروها إلا في النصف الأخير من القرن السابق أما اليوم فقد أمست زريبة يأوي إليها الرعاة بغنمهم وماعزهم.
غادرنا عصر اليوم الخامس عشر من سياحتنا إلى مرج عيون أو مرجعيون كما يقال لها اليوم فاجتزنا إليها جسر الخردلة الممتد على نهر الليطاني ومرج عيون كانت مملكة من ممالك إسرائيل تحيط بها حدود رحوب وقادش وخاصور وافيق أي سهل هذا المرج الذي يمتد نحو عشرة كيلو مترات وعلى نحو كيلو مترين من الجديدة مركز مرج عيون اليوم تل دبين وهي ربوة في السهل فيها بعض خرائب تدل على أنه كان هناك مركز عيون وعيون هذه كانت عرضة لهجمات آرام وآشور منها أخذت هذه المقاطعة اسمها وقال بعضهم أن