والإناث ولا تشبهها بهذا المعنى بلدة في سورية إلا الناصرة فيما أذكر لأن تنافس الطوائف النصرانية على تأييد نفوذهم ودعوتهم فيها دعا كل منها إلى فتح المدارس وتعميم التعليم مع التعاليم وقد فطر أهل هذه البلدة على التقليد المفيد فإذا علم أحدهم ابنه لا يلبث جاره أن يحذو حذوه وهكذا حتى أصبح أهل القصبة وأكثرهم مسيحيون متعلمين.
أما المسلمين فشأنهم شأنهم في كل مكان مررنا به: يضن الأغنياء منهم بأموالهم حتى على تعليم أولادهم والفقراء اتكلوا على الحكومة وهيهات أن يتعلم ولد يسلمه أبواه لمعلم تعينه المعارف هذا إذا فتحت لها مكاتب في مراكز الأقضية فما هو الحال في سائر القرى التي تمر بالعشرين والثلاثين والأربعين منها ولا تجد فيها مدرسة أميرية ولذلك ترى أبناء المسلمين ينصرف غنيهم على الأغلب إلى الفسق والاعتداء ولا يجد فقيرهم متسعاً له من العيش ليتعلم فيرعى الماشية ويعيش في الجهل المطبق عمره.
دخلت جديدة مرج عيون بالمتعلمين من سكانها في طور المدن ومثلها بعدد السكان كثير في بلاد هذا القطر فهي أصغر من حرستا وعربيل وداريا وجوبر من قرى غوطة دمشق التي لا تكاد تجد فيها مكتباً جيداً في الجملة ولكن أهلها على قلة عددهم أهم من جميع أهل الغوطة على قرب هؤلاء من دمشق لأن الغوطتين اتكلوا على الحكومة فلم تعلمهم ولن تعلمهم أما أولئك أفضل عليهم اللاتين والروم والبرتستانت فأحيوا نفوسهم بالآداب والمعارف على مناحيهم فأقام من أقام منهم عزيزاً وهاجر من هاجر منهم قادراً متعلماً.
وبينا تجد المسلمين يأكل كبارهم صغارهم على ما سمعته من تلك الدعوى الغريبة بين فقراء المسلمين في قرية الخيام وأعيانهم الذين سلبوهم فيما مضى على ما يقال أراضيهم لينجوهم من الخدمة العسكرية بكتم أسماء نحو ألفين منهم عن الحكومة نجد أغنياء المسيحيين يأخذون بأيدي ضعفائهم فيفضلون على المحاويج ويعلمون الأميين ويواسون من يستحق المواساة من البائسين ولا عجب فالعلم يعمر والجهل يدمر.
في الجديدة تصدر جريدة المرجلصاحبها صديقنا الدكتور أسعد رحال وهي من جرائدنا الأسبوعية الراقية وقد كان أكبر دواعي رواجها من النشيط المهاجرين من أهل المرج ولا سيما سكان الجديدة العقلاء المنورون ولا أعلم في مدن داخلية الشام جريدة أسبوعية تضاهيها بالرواج اللهم إلا إذا كانت جريدة حمص التي تباع أيضاً من المهاجرين