العرب كانت تزعم أن المتحابين إذا شق كل واحد منهما ثوب صاحبه دامت مودتهما ولم تفسد.
(ومنها) قول عمر بن أبي ربيعة:
أهيم بها في كل مُمسى ومصبح ... وأكثر دعواها إذا خدرت رجلي
لأنهم كانوا يزعمون أن الرجل إذا خدرت رجله وذكر من يحب أو دعاه ذهب خدرها. ومثله لجميل:
وأنت لعيني قرة حين نلتقي ... وذكرك يشفيني إذا خدرت رجلي
(ومنها) قول الأعشى:
ويأمر لليحموم كل عشية ... بقت وتعليق فقد كاد يسنق
روى الثعالبي في فقه اللغة بتبن بدل قت. واليحموم فرس كان للنعمان بن المنذر والسنق في الدواب بمنزلة التخمة في الإنسان وليس في ظاهر معنى البيت ما يستحسن بل قال فيه بعض من لا يعرف عاداتهم أن القيام على الفرس والاعتناء بعلفه حتى يكاد يتخم ليس مما تمدح به السوقة فضلاً عن الملوك ومراد الشاعر وراء كل هذا لأنه بناه على عادة كانت لملوك العرب وذلك أنه بلغ من حزمهم ونظرهم في العواقب أن أحدهم لا يبيت إلا وفر سه موقوف بسرجه ولجامه بين يديه قريباً منه مخافة عدو بفجوه أو حالة تصعب عليه فكان للنعمان فرس يقال له اليحموم يتعاهده كل عشية وهذا ما تتمادح به العرب من القيام بالمحيل وارتباطها بأفنية البيوت كما في العقد الفريد. وقد ذكر الأعشى اليحموم أيضاً في قوله:
أو فارس اليحموم يتبعهم ... كالطلق يتبع ليلة البهر
يعني بفارسه النعمان وقال لبيد:
والحارثان كلاهما ومحرق ... والتبعان وفارس اليحموم
(ومنها) قول الشاعر:
كفاك الله يا عصم بن لأي ... خيال بني أبيك وهم عيام
إذا مروا بجيزك لم يعوجوا ... ولو غطى سبيلهم الظلام
عيام أي شهاوى إلى اللبن وبجيزك يعني بنواحيك جمع جيزة بالكسر. وكان من عادتهم أن