له:
تعنى يا جرير لكل شيء ... وقد ذهب القصائد للرواة
فكيف ترد ما بعمان منها ... وما بجبال مصر مشهرات
ونقل عن الجوهري أن مراده بالمعنى قوله:
فإنك إذ تسعى لتدرك دارماً ... لأنت المعنى يا جرير المكلف
قلت عليه ويصح ضبط المعنى في بيت الفرزدق بالفتح. قال وأراد بالمجتبى قوله:
بيت زرارة محتبٍ بفنائه ... ومجاشع وأبو الفوارس نهشل
لا يحتبي بفناء بيتك مثلهم ... أبداً إذا عد الفعال الأفضل
وأراد بالخافقات قوله:
وأين يقضي المالكان أمورها ... بحق وأين الخافقات اللوامع
أخذنا بآفاق السماء عليكم ... لنا قمراها والنجوم الطوالع
أي غلبتك بأربع قصائد منها هذه الأبيات وعلى هذا لا يعد البيت من أبيات العادات وإنما أطلت الكلام فيه لأنه كان سبب لخلاف واستطار شرره بين بعض الأدباء بمصر.
(ومن أبيات العادات) قول آدم مولى بلعنبر:
وان أراد جدل صعب أرب ... خصومة تنقي أوساط الركب
أطلعته من رتب إلى رتب
من رجز يقوله لابنه أنشده الجاحظ في البيان والتبيين وقد يسأل لمَ كانت هذه الخصومة لنقب الركب فالجواب أنه كان من عاداتهم إذا تخاصموا جثوا على الركب.
(ومنها) قول عتيبة بن بجير المازني من شعراء الحماسة:
ومستنبح بات الصدى يستتيهه ... إلى كل صوت فهو في الرحل جانح
فقلت لأهلي ما يغام مطية ... وسارٍ أضافته الكلاب النوابح
فقالوا غريب طارق طوحت به ... متون الفيافي والخطوب الطوارح
وهذا مبني على عادة وهي أن الرجل من العرب كان إذا ضل وتحير في الليل فلم يدر أين البيوت أخرج صوته على مثل النباح فتسمعه الكلاب وتظنه كلباً فتنبح فيستدل بنباحها ويهتدي إلى المكان. ومثله ما أنشده أبو علي القالي في أماليه: