النسخة المطبوعة نص عَلَى أن طبعته بلا زيادة ولا تنحسين ولا إجادة ولكنه لم يفصل هذا المجمل ولم يقل لنا أنه لم ينقص منها شيئاً.
وفيها مجموعة الكتب التي صدرت في بولاق وفي مطبعة أركان حرب الجهادية المصرية وفي مدرسة الطب المصرية. ومما يجب إلفات النظر إليه في هذه المناسبة أن محيي مصر محمد علي كان يأمر بأن يذكر في كل كتاب طبع بعهده بأنه هو الثاني أو الثالث أو الرابع من نوعه. يعرف ذلك من النظر في كتب زكي باشا. فعنده قاموس للغة العربية، والطليانية مطبوع في زمن محمد علي وهو ثاني كتاب ظهر في مطبعة بولاق الأميرية أم الكتاب الأول الذي طبع في بولاق لا نعلمه وليس لهذا الكتاب أثر في الخزائن الأخرى ذلك عدا الكتب المطبوعة في ديار الشام والجزيرة (الموصل) وتونس والجزائر ومراكش وجزيرة مالطة وغيرها.
ومن ميزاتها أن فيها مجموعة من المجلة الاسياوية الباريزية منذ أو عدد صدر منها سنة ١٨٢٢ إلى الآن، ونسخة من لسان العرب عَلَى ورق الكتان،. وفيها أكبر مجموعة في الشرق لما كتب عن اللغة العربية مما هو من أبحاث علماء الشرق وعلماء الإفرنج بحيث أن الحكومة المصرية تجد فيها كل ما يلزمها في وضع معجم للشوارد والأوابد والضوابط والروابط ولمصلحات العلوم والصنائع والفنون عَلَى ضروبها وفروعها حتى تكون تلك الدواوين رجعاً يعود عليه كل عربي في كل موضوع ومصطلح يوم تصح عزيمتها عَلَى إبراز هذا الأثر النفيس الخالد.
ومن الكتب النفيسة كتاب الفتوة في الإسلام وفيه أبواب في مكارم الأخلاق بحسب الطريقة الإسلامية وينتهي بفصل طويل في مجالس الفتوة ونظامها الداخلي وهو أشبه شيء بنظام الماسون واصطلاحاتهم ورموزهم وأعمالهم وقبول الجانب في زمرتهم. وهو فصل مهم ولا يوجد هذا الكتاب في مجموعة أخرى فيما نعلم. ومنها كتاب تحصيل غرض القاصد في تفصيل المرض الوافد الذي تكلمنا عليه منذ بضع سنين في مجلة المقتطف وهي النسخة الوحيدة المعروفة من الكتاب.
ومن مميزاتها كتب الطب المطبوعة في أوربا بالعربية والإفرنجية، ومنها ما يتعلق بالفلسفة والعلوم كالكيمياء والطبيعة والفلك والميكانيكا والآلات الروحانية (المفرغة من الهواء)