للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مضت الأعوام والباحثون من العلماء وجمهور المتأدبين من المطالعين يتشوقون لأن يروا تاريخ دمشق للحافظ ابن عساكر متداولاً في أيديهم لكن ضخامة حجمه بكثرة المكررات والأسانيد عَلَى أسلوب المحدثين دعت إلى إحجام الطابعين عن طبعه حتى قيض الله له في السنة الماضية خالد أفندي قارصلي صاحب مطبعة روضة الشام فطبع تاريخ دمشق في دمشق عاهداً إلى الشيخ عبد القادر بدران بحذف ما يراه زائداً بالكتاب ولا يضر إغفاله بالجوهر فحذف ما ارتآه الصواب وأبقى ما يوسع حجم الكتاب فجاء وإن لم تقر به أعين العلماء لأنهم يحبون أن يشاهدوا التآليف عَلَى الصورة التي صدرت بها عن مؤلفيها خصوصاً وفيه ما أغفل المصحح تصحيحه من الأغلاط التي تدل عَلَى ضعفه في التاريخ فهو بالنظر لشهرة مؤلفه رحمه الله سينفع طبقة كبيرة من الجمهور ويغنيهم عن المطول ولو إلى وقت معلوم ولذلك لا يكاد يستغنى عن اقتنائه كل محب لمطالعة راغب في الوقوف عَلَى ماضي هذه العاصمة ورجالها الذين طبقوا الآفاق بشهرتهم. فنشكر الطابع جزيل خدمته. بعد همته في زمن قل جداً الآخذون بأيدي العلم والآداب الراجعون إلى الماضي بل تراهم كلهم وقد شغلهم الحاضر والمستقبل عن النظر في الماضي وهيهات أن ينجح في حاضره من لم يعرف حالة غابره.

دروس الجغرافيا

تأليف فوزي بك العظم طبع في المطبعة الأهلية في بيروت سنة

١٩١٢ - ١٣٣٠

(ص٤٨ مع ٢٤ شكلاً)

يسرنا جداً أن بعض المنورين من أبناء هذا الوطن العزيز اخذوا ينقلون إلى اللغة العربية الشريفة مبادئ العلوم التي لم يستغن البشر عن معرفتها في دور من أدوراهم ومن ذلك ما أصدره مصنف هذه الرسالة في الجغرافيا العامة فقد أودع موجزاً ما يقضي عَلَى الصغار بل والكبار الانتفاع منه لأني علمي الجغرافيا والتاريخ لا يزهد فيهما إلا ناقص العقل راغب في الجهل. فما أحرى مدارسنا الأهلية أن تعتمد مثل هذا الكتاب تنشيطاً لمؤلفه ورغبة في تعليم الناشئة علم تقويم البلدان عَلَى هذا الأسلوب النافع للشيب والشبان.