والإنكليز فكانت القيصرة تحارب إذ ذلك الدولة العثمانية التي كان يدافع عنها ببت الإنكليزي وطلبت كاترينا حصن أوتشا كوف والصقع الواقع بين نهري بوج ودنيستر أعدت الحكومة الإنكليزية عدتها لتبعث إلى بحر روسيا بأسطول من قبلها ولكن المعارضين صرخوا بأعلى أصواتهم أن هذه السهول لا توازي المبالغ التي تقتضيها الحرب وتكلم المعارضين بلسان الصناعة والتجارة الإنكليزية وما ينالهما من ألفتور بحيث اضطر ببت أن يتخلى عن دعواه أما كاتربنا فظلت تفتح فتوحها بتؤدة. ومثل ذلك حدث في الحروب العثمانية الروسية ١٨٦٧ - ٧٨ وكانت وزارة ديزرانيللي إذ ذاك تميل إلى العثمانيين وتقترح عقد محالفة مع بلاط فينا وعلى العكس في وزارة غلادستون التي كانت بسبب المذابح البلغارية تحمل الحملات المنكرة على العثمانية وتطالب بإخلاء النمساويين للبوسنة ولما استلم أزمة السياسة في بلاده لم يلق للعثمانية بالاً وكان من عمله احتلال مصر وقد أبانت تقاليد حزب الأحرار كيف أن هذا السياسي العظيم قد اسغوته عقلية نوفيكوف بلطفها على أيسر وجه بيد أن تقاليد حزب الأحرار لم تمكن إنكلترا من تجاوز حدها والانضمام إلى المحالفة الثنائية ولولا أنم حدث تبدل كبير في أوروبا ما استطاعت أن تلوي وجهها عن حليفاتها القديمات وتضع يدها في يد عدوتيها منذ الزمن الأطول: فرنسا وروسيا. وما دعت إلى هذا التبدل حوادث تاريخية بل كوائن النشوء والأريقاء وهو ارتقاء ألمانيا الخارق للمادة فإن ألمانيا بعد حرب فرنسا ظهرت في مظهر لا مثيل له في التاريخ إذا اعتبرت مملكة قوية الشكيمة في داخليتها ومعروفة بأنها أول دولة حربية في القارة الأوروبية تنصرف إلى عمل سلمي ولا تسئ استعمال قوتها لتخضع إليها شعوباً أخرى ولم يكن بسمارك يعني بغير تنظيم داخلية ألمانيا وما كان يعقده من المخالفات لا غاية له إلا تمكن بلاده من أن تعمل في ظل السلام في تنظيم داخليتها وكان هذا العمل مضاعفا وذلك لأنه يقتضي له من جهة أن يسكن ما أمكن الجدالات المذهبية والاجتماعية ومن جهة أخرى أن ينشط الأعمال الألمانية ويثمرها وهذه الأعمال نتيجة العلم العملي. فسكنت الجدالات الذهبية بعدما ثار ثائر الجهاد على الكثلكة واستطاع الكاثوليك في ألمانيا أن يشاركوا في العموميات البرتستانت جنبا إلى جنب. اقتضت الحال للرضاء العملة أن توضع نقطة من الزيت الاجتماعي في الآلات الحكومية (١٨٨١) وبمعاونة حزب السوسياليست الديمقراطي