أحدثت على التدريج طريقة تامة لضمانة أحوال العملة وكان من نتائج الاقتصاد الألماني والعمل الألماني جمع رؤوس الأموال الكبرى. فالعلم الألماني مطبقاً على الصناعة رفع البلاد فوق درجة منافسيها من حيث إنشاء الأسلحة وجعل العالم أجمع عالة على معاملها الكيماوية وعلى تلك النسبة أرتقت التجارة الألمانية فشركات الملاحة في بريم وهامبورك كانت تنافس الشركات الإنكليزية الفرنسية في الصين وأميركا الجنوبية بل وفي الهند وهذه الشركات كانت تطمح إلى امتلاك المستعمرات فامتلكت أراضي أهملت الدول الأوروبية احتلالها مثل مستعمرات افريقية الشرقية والغربية غينا الجيدة (١٨٨٤) وقد استلمت الحكومة الألمانية بعد هذه الأملاك. من أقوال اللورد بيكو نسفيلد المشهورة وهو ما نقله عن المؤرخ الروماني إن عظمة إنكلترا تقوم في الجميع بين النقيضين: إمبراطورية والحرية أما نحن فنرى أن الصفات الرئيسية في ألمانيا الحديثة قائمة أيضاً في أحكام العلا بين نقيضين: بين السلطة ونظام الجيش والإدارة بين الحرية في ألفكر والحرية في العلم. كان من بسمارك أن دخل في اعتدال زائد بل بشيء من الخوف في ميدان السياسة الاستعمارية وإنشاء أسطول حربي لأنه كان في عدة مسائل يذهب مذهب تقاليد بروسيا القديمة فكان الألمان يحاذرون من حقد لفرنسيس وعداوة الروس ولا يريدون أن ينبهوا حسد إنكلترا بيد أن الجبل الذي نشأ منذ الحرب الكبرى أصبحت له أطماع أعلى من ذلك لأنه أيقن أن فرنسا قد سحقت وروسيا مابرحت غامرة من حيث أن إنكلترا هي الخصم الممكن للأمة الألمانية التي دعيت لتكون دولة العالم بغناها وقوتها المعنوية وكان رأي الإمبراطور غيليوم كذلك من سنة ١٨٨٨وعلى عهده وبمساعيه بدأت ألمانية تصبح دولة بحرية عظمى وارتقاء البحرية الحربية هو عمله بالذات عقدت عقدة الاتفاق الأولى مع إنكلترا فبعد مفاوضات مع سلسبوري وقع الاتفاق في حزيران ١٨٩. ان تكون لإنكلترا السلطة على زنجبار وتترك ذلك لألمانيا جزيرة هليكولاند وبهذه الصورة انتقل إلى المملكة الألمانية هذا الحصن الطبيعي في بحر الشمال. وكانت إنكلترا استولت عليها خلال حروب نابليون وخلص الأسطول الألماني من مراقبة خطرة في جواره مباشرة وقد أثبتت الحرب الحالية مكانة تخلي إنكلترا عن هذه الجزيرة لألمانية وتبين لماذا لا يغفر الإنكليز هذا العمل لرجال سياستهم ولم تنشأ العداوة الحقيقية بين الألمان والإنكليز إلا في حرب البوير فان