الإمبراطور غيليوم أرسل إلى الرئيس كر وجر برقية تهنئة بعد أن غلب الإنكليز في فرضة جامسون فأحدث ذلك سخطا شديدا في إنكلترا لان الإمبراطور هو حفيد الملكة فيكتوريا وكان ولاة الأمر في ألمانيا والرأي العام منحازين خلال حرب البوير إلى هذا الشعب الصغير الذي كان مستبسلا في سبيل الدفاع عن استقلاله انعزلت إنكلترا عن السياسة الأوروبية منذ سنة ١٨٧٨فلم تعد في جملة محالفة من محالفة من محالفاتها وكان سلسبوري يدعو هذه الحالة العزلة الرائقة بيد أن حرب البوير وعواطف الكراهة التي نالتها السياسة الإنكليزية في كل صقع وناد عدا النمسا أبانت لها أن هذه العزلة ليس فيها ما يشوق ويروق وكان. اسطول ألمانيا الحربي بزيد على الدوام حتى فاق أسطول فرنسا وكان بعد أسطول هذه بعد الأسطول الإنكليزي بعدده وعدده والتجارة الألمانية تفتح لها مصارف جديدة في العالم وبيننا كان يقال سنة١٨٧٦ان المصنوعات الألمانية غالية ورديئة ولكنها بالنسبة للمصنوعات الإنكليزية رخيصة وجيدة أصبحت تنافس الصنائع الإنكليزية حتى في إنكلترا منافسة شديدة ولم تر ألمانيا أن تكتم أمانيها وصرح رئيس النظار البرنس بولوف في مجلس النواب أن ألمانيا تطالب أيضاً بان تحيا على هذه الأرض ولقد كتبنا سنة ١٩. ٤ما يأتي: تجري ألمانيا على سياسة لتحرز الأولية بين الدول فإلى أين تستطيع أن تسير بدون أن تحدث لها مشاكل مع المسيطرين على العالم وهم اليوم خصومها هذا سر من أسرار المستقبل فاقتضى لألمانيا أن تنزع من فكر إنكلترا فقط أنها الحاكمة المتحكمة في البحار وفي الاستعمار والعالم واستعمال عقد اتفاق بين المملكتين وكانت روسيا. مرتبكة أنواع الارتباك أن تباشر عملا في آسيا. وفرنسا تحالف الشيطان على شرطان تكون المحالفة ضد ألمانيا بل تحالف إنكلترا التي أورثتها سنة ١٨٩٨عار الطرد من فاشودة. هكذا كانت الحال عند ما تولى ادوارد السابع زمام الملك في إنكلترا فرأى بعين البصيرة في الحال ما يجب مداولته وأيقن أن من الواجب تحويل أنظار روسيا عن الشرق الأقصى حيث يرجى أن يكون خطرا على السياسة الإنكليزية وان يجذب بضبع روسيا إلى الغرب يجعلها مناصبة لألمانيا ولحليفتها ولا شك أن مصلحة فرنسا كانت كذلك. ولهذه الغاية ذهب ملك إنكلترا إلى ريفال في حزيران١٩. ٨فلم تلبث إيران وكانت منذ زمن طويل موضع الشقاق بين روسيا وإنكلترا أن تقاسمتاها فجعلت منطقتين روسية وإنكليزية وأصبحت