الداخلية في النمسا والمجر. ويظهر لهم أن اختلاف الأحزاب السياسية في المجر والقومية في النمسا تسهل طريق تجزئة هذه الإمبراطورية المثنوية ولكن دلت النتيجة، هذا الرأي مغلط فقد يتنازع إخوان فإذا جاءهما ثالث غريب عنهما يتدخل في شؤونهما ينقلبان في الحال يداً واحدة عليه ولو لم يكن أعداؤنا من هذا الرأي لكانوا أحجموا عن مداهمتنا في عقر دارنا. تبين مما تقدم أن سلام العالم كان ضعيف الأركان منذ سنة١٩. ٨لتضارب المصالح الكثيرة والأهواء المنوعة بحيث يتعذر وصف علاج بقطع آفة المرض الذي ابتليت به أوروبا. وعبثاً جرى القول في الصلح وفي وضع طريقة السلاح النسبي وكان جثام الحرب العامة يضغط على الأرواح وبهذا المؤثر وافقت المجالس النيابية على تجنيد الملاين من الجند وصرف المليارات من النفقات وهي إعداد ما كان الإنسان لطولها ليصدقها إلى ذاك العهد ونرجو أن تكون كذلك في المستقبل بعد فلماذا فادت الممالك مفاداة عظمى بالرجال والمال لو لم تكن في صدد حريق عالمي هائل؟ ذلك أن فرنسا تريد أن تستعيد ولايتين كانت فقدتهما وان تعود إلى المركز الذي كان لها قديما وان روسيا تريد إن تكون الحاكمة على المضايق وتخضع لصولجان القياصرة الشعوب السلافية الذين يدينون بالمذهب الأرثوذكسي وان يابان تريد التوسع في أملاكها وتزيد ثروتها لإنشاء أسطول حربي أما نحن النمسا بين والمجرمين والألمانين والعثمانيين فقد دفعنا إلى الحرب لندافع عن كياننا فاضطررنا لنفادي بأمور ثم إلى إعلان الحرب. وربما قيل إن المسلمين بأجمعهم يقفون في مصاف الدولة العليا لتقاوم عد واتها القديمة روسيا وإنكلترا وفرنسا وهاتان الأخيرتان أصبحتا عدوتيها وكانتا صديقتيها أما إنكلترا فان الداعي لها إلى إعلان الحرب هو الخوف من تخطي ألمانيا لها في مضمار الارتقاء فهي لا تريد أن ترتفع بل أن تخفض خصيمتها إن هذه الحرب هي حرب شعوب لا حرب أمراء ومع هذا فان مقتل ولي عهد النمسا وقرينته كان شرارة اتقدت بها النار بمواد غير ملتهبة كانت منبعثة من العالم اجمع. لا جرم إن نار ودنا أودرانا هي منذ عهد الباطنيين (القرن الثاني عشر) الشيعة السياسية التي كثيراً ما كانت تعمد إلى القتل لبلوغ غايتها وكان الباطنية مسلمين متعصبين يسقيهم زعماؤهم حشيشاً ليبعثوا بهم يسفكون دماء وقد حار بهم غير ما مر سلاطين السلجوقيين وفرسان الهيكل فأبادهم مؤخراً أبنا دينهم مماليك مصر ومن العبث أن يبحث في أوروبا في